احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

جيوب مثقلة بالحلوى والماس


جيوب مثقلة بالحلوى والماس


كنت أحب الحلويات وصناعة الماس ، وكان علي أن أطور قابلياتي للحصول على الأثنين معاً دون أن أدفع فلساً واحداً .. بالحقيقة لم أكن أمتلك مالاً لأدفعه مقابل تلك الأشياء الثمينة .

لذلك لجأت للكتب كي أحلّ المعضلة ، فتمتليء جيوبي بالماس وفمي بالحلوى .

بعض الكتب أرشدتني الى أماكن الماس والأحجار التي يختبأ بها وكيف يتكون وينشأ .

إنه هناك في المناجم ، في سيبيريا مثلاً أو في سلسلة جبال حمرين .

أما عن الحلوى فهي تكمن في دكان الزاير ، وهو رجل قروي باع مزرعته وحيواناته وإشترى دكاناً واسعاً ملأه بالحلوى ، ماكنتوش وكت كات والكثير من الحلوى المحلية .

كنت أمر على دكانه ، أقف قبالته وعيناي تمسحان الرفوف المحملة بما لذ وطاب ، أخرج درهمي اليتيم وأقول .

- عمو ، أريد كت كات ؟

يبتسم الرجل الطيب ويهز رأسه ، يتناول من إحدى العلب ( حلقومة ) طويلة نسميها في ذلك الوقت ( زب القاضي ) ويقدمها لي .

- شنو هاي عمو ، أريد كت كات ؟

- زب القاضي بدرهم ، الكت كات بدينار .

الدينار كان مبلغاً خيالياً بالنسبة لي لا سبيل للحصول عليه ، ورغبتي في الكت كات لا يدانيها شيء آخر ، لذلك قررت صناعة الماس في المنزل حتى أشتري كل ما أرغب به من حلوى .

خلف غرفة أمي مساحة مفتوحة ، فيها التنور والحطب وبعض السكراب وكيس ملح مما كان يبيعه البدو على البيوت ، وهو ملح خشن بلوري الشكل ، يشبه الماس الخابط .

حفرت حفرة وملأتها بالملح الكريستالي ، ثم أخرجت عضوي وبلت عليها .

نمت مطمئناً .

الماس والأحجار الثمينة تتكون من الأملاح والمعادن ، وأنا أمتلك الملح وبولي طافح بالمعادن ، وكل ما أحتاجه هو أن أبول على الملح باستمرار حتى يتصلب ويصبح ( ماسة ) !

بالطبع لم يكن هناك من يعرف بخطتي .

أتسلل لمكان الكنز كلما شعرت بحاجة للبول ، أغرق الحفرة وأعود وأنا مبتسم .

إستمر الحال لشهور طويلة .

صعدت الرطوبة على جدار غرفة أمي ، رطوبة مالحة وعفنة ، بدأت إمي تشكو من الرائحة ، تتبعت مصدرها حتى وصلت الى الحفرة ، نكشتها بمحراث التنور وأخرجت كتلة الملح المتصلبة .

لو لم تعرف أمي بمكان الحفرة ، لحصلت على أضخم ماسة عرفها البشر .

لو لم تعرف أمي بمكان الحفرة ، لملأت فمي بالحلوى !


اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق