جيوب مثقلة بالحلوى والماس
جيوب مثقلة بالحلوى والماس
كنت أحب الحلويات وصناعة الماس ، وكان علي أن أطور قابلياتي للحصول على الأثنين معاً دون أن أدفع فلساً واحداً .. بالحقيقة لم أكن أمتلك مالاً لأدفعه مقابل تلك الأشياء الثمينة .
لذلك لجأت للكتب كي أحلّ المعضلة ، فتمتليء جيوبي بالماس وفمي بالحلوى .
بعض الكتب أرشدتني الى أماكن الماس والأحجار التي يختبأ بها وكيف يتكون وينشأ .
إنه هناك في المناجم ، في سيبيريا مثلاً أو في سلسلة جبال حمرين .
أما عن الحلوى فهي تكمن في دكان الزاير ، وهو رجل قروي باع مزرعته وحيواناته وإشترى دكاناً واسعاً ملأه بالحلوى ، ماكنتوش وكت كات والكثير من الحلوى المحلية .
كنت أمر على دكانه ، أقف قبالته وعيناي تمسحان الرفوف المحملة بما لذ وطاب ، أخرج درهمي اليتيم وأقول .
- عمو ، أريد كت كات ؟
يبتسم الرجل الطيب ويهز رأسه ، يتناول من إحدى العلب ( حلقومة ) طويلة نسميها في ذلك الوقت ( زب القاضي ) ويقدمها لي .
- شنو هاي عمو ، أريد كت كات ؟
- زب القاضي بدرهم ، الكت كات بدينار .
الدينار كان مبلغاً خيالياً بالنسبة لي لا سبيل للحصول عليه ، ورغبتي في الكت كات لا يدانيها شيء آخر ، لذلك قررت صناعة الماس في المنزل حتى أشتري كل ما أرغب به من حلوى .
خلف غرفة أمي مساحة مفتوحة ، فيها التنور والحطب وبعض السكراب وكيس ملح مما كان يبيعه البدو على البيوت ، وهو ملح خشن بلوري الشكل ، يشبه الماس الخابط .
حفرت حفرة وملأتها بالملح الكريستالي ، ثم أخرجت عضوي وبلت عليها .
نمت مطمئناً .
الماس والأحجار الثمينة تتكون من الأملاح والمعادن ، وأنا أمتلك الملح وبولي طافح بالمعادن ، وكل ما أحتاجه هو أن أبول على الملح باستمرار حتى يتصلب ويصبح ( ماسة ) !
بالطبع لم يكن هناك من يعرف بخطتي .
أتسلل لمكان الكنز كلما شعرت بحاجة للبول ، أغرق الحفرة وأعود وأنا مبتسم .
إستمر الحال لشهور طويلة .
صعدت الرطوبة على جدار غرفة أمي ، رطوبة مالحة وعفنة ، بدأت إمي تشكو من الرائحة ، تتبعت مصدرها حتى وصلت الى الحفرة ، نكشتها بمحراث التنور وأخرجت كتلة الملح المتصلبة .
لو لم تعرف أمي بمكان الحفرة ، لحصلت على أضخم ماسة عرفها البشر .
لو لم تعرف أمي بمكان الحفرة ، لملأت فمي بالحلوى !
اضافة تعليق