احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

اصغر قليلا من الحياة



منذ أن غادر قبل أربعين عاماً لم ينقطع عن الكتابة لي .
كانت رسائله تصل باستمرار ، يذكرني بالبحر المحيط بمدينتنا والجسر القديم وخزان المياه ، وكيف كنا نستحم بالبحر ثم نغسل أجسادنا من الملح العالق بها تحت الخزان .
أحياناً يكتب عن البساتين المخيفة حيث كنا نطارد أسراب الحمائم البرية ، ثم يعرج على أصدقاء طفولتنا ويتذكرهم واحداً بعد الآخر .
يتذكر تفاصيل لم أعد أراها حولي . تفاصيل غاية في الصغر .
كنت أفكر ، كيف له أن يحتفظ بذاكرة متوهجة هكذا رغم غربته الطويلة .
كتبت له - لا بحر بمدينتنا ، انه مجرد نهر ، النهر ذاته .
- هل ضمر البحر حتى أصبح نهراً ؟
- انه الفرات ذاته .. لا بساتين مخيفة ، لم تعد هناك بساتين .
- أنا في طريقي اليك ، سأعبر البحر وأمر بالبساتين . 
وقف وسط المطبخ .
كانت على المنضدة فاكهة بلاستيكية .
منظره غريب ، عجوز متوهج الذاكرة ، كث الشعر ، ضامر الفكين .
نظر ناحية الفاكهة التي تبدو حقيقية .
قال - ذاكرة الأطفال غريبة ، تضخم الأشياء ، كنت طيلة الوقت أظن أنه بحر .
- انه مجرد نهر .
قال - لم أفكر كيف أن هناك جسراً على بحر ؟
تبسم وتطلع ثانية بالفاكهة .
قلت - هل ترغب ببعض الفاكهة ؟
قال - كلا ، شكراً .. تبدو غير ناضجة .
ثم غادر . 
لم يترك أثراً سوى تراب نعليه .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق