الشمس تبدل شعاعها احيانا
حدثني صديق قديم عن ضابط كبير متسلط ، قال أنه لا يتذكر رتبته أو لا يعرفها ، نجوم وسيوف متقاطعة وتيجان ، قال انه لم يكن من جنوده .. كان ذلك الضابط يجبر جنوده على مطاردة الكلاب في المعسكر ، يقضي الجنود يومهم بملاحقة الكلاب المذعورة ، وهو ينظر لهم من نافذة غرفته ويتمتم .
- كلاب تطارد كلاب .
كان الجنود في البداية غير متحمسين للمهمة ، كانوا يمسكون بالكلب ويخنقونه ثم يدفنون جثته أو يحرقونها ، لكن ذلك لم يشف غليل الضابط ، يهز رأسه بلؤم ويطالبهم بالمزيد .
قال أن الجنود بمرور الوقت بدأوا بالتفنن بأصطياد الكلاب وتعذيبها ثم قتلها ، في واحدة من المرات ، بللوا كلباً بالبنزين وأحرقوه حياً ، ومرة صلبوا آخر قدام نافذة الضابط .
بمرور الوقت أصبحت أعداد الكلاب التي تحوم حول المعسكر قليلة ، ثم إختفت ، لم تعد هناك كلاب ، لكن الجنود الذين إستهوتهم اللعبة ، أخذوا بالاغارة على المناطق المجاورة وسرقة كلابها من أجل متعتهم ومتعة ضابطهم .
في بعض الأحيان يعودون خالين الوفاض ، بلا كلاب .
كل الكلاب قتلت يا سيدي .
من خلال النافذة كان الضابط ينظر لجنوده ويبتسم .
كانوا يجبرون أحدهم على تمثيل دور الكلب .. مجرد مزاح ، ثم يطاردونه .
اضافة تعليق