احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

هدف وحيد



الحاجة أمي ، لما كانت تتكلم ، تتكلم يعني ، تفر مغزلها وتغزل الصوف ، الصوف في كل مكان ، في الماء ، في الهواء وفي الطعام أيضاً ، غالباً ما أخرج صوفة من المرقة ، أرفعها بالملعقة الى ما فوق فمي وأترك القطرات الحمراء تنزل على لساني .. مذاقها تافه .
قالت - سمعت عن البنت سعاد ؟
البنت سعاد .. آه .
أخبرتني انها تزوجت من المصري محمود ، الولد اللي يشتغل وي أسطى عزيز ، صاحب العربانة اللي تجيب البضاعة .
قلدت صوته - أوعى يواد ، حاسب يواد ؟
ضحكت وبللت اصبعها وفرت المغزل .
قال أبي وهو يزيح الصوف من على شعره - محمود المصري خوش ولد وشاغول .
وكانت سعاد تعيش مع أمها وأخوانها ، بنت جميلة وجريئة ، تبحث عن رجل ، جسدها يبحث عن رجل ، وكان لها عشاق كثيرون قبل أن تستر نفسها وتتزوج ، عماد أبو شفة كان يحصرها تحت الدرج ويقبلها ، يفرش شفته العريضة ، يمص ويمص ، وكانت سعاد تضربه على صدره .
- مو كافي عاد أبو شفة ؟
وهو يمص ويمص .
- كافي عاد مو راح تبلعني ؟
محمود حينما تزوجها ، إنتقل للعيش مع أمها وأخوانها ، وبدأنا نسمي بيتهم ، بيت المصري .
وكان يترك العربانة بباب الحوش ويدخل الحصان للبيت . 
- قوم، شوفلك شغلة ؟
نهضت وخرجت من المنزل .
رأيت محمود وسعاد يقفان عند باب بيتهم ، كانا فرحين وكانت ذراعه تضغط على صدرها ، صدرها أسمر وكبير .. نظرت ناحية صدرها .
قال محمود - شكو بيك ، يا معود !
صاح عماد أبو شفة خلفي ، رفع شفته كالحصان وقال .
- نحتاج دفاع ، تعال ويانه ؟
لم أكن أعرف العب ، لكن فريقنا دوما يحتاجني ، ولأني لا أركض على الأطلاق ، لذلك أصبحت مدافعاً رغماً عني . كنا نلعب مع فرق مختلفة ، مع فريق شارع بغداد والشرقية وكان أبو رعد يشجعنا ، يفر يشماغه في الهواء ويصرخ عليهم ، عليهم .
قال عماد - تعال ويانه ؟
تجمعنا قرب بيت محمود المصري وصعدنا جميعاً بعربته ، جلست سعاد الى جانب محمود الأيمن ، ساط الحصان ، ركض الحصان بنا الى مدينة البكر ، وكنت أجلس الى جانب سعاد أنظر الى صدرها وعينا محمود تتحركان بقلق بيني وبين صدرها والطريق .
- شكو بيك يا معود ؟
لعبنا مع فريق المدينة حتى الغروب ولم نسجل هدفاً ، وكانت سعاد تقفز ويقفز معها نهداها وتزعق مع أبو رعد - عليهم ، عليهم .
إصطدمت بي الكرة ، فضربتها بقوة ، دارت الكرة بشكل غريب ، لولبي عنيف ، زغللت عيون حارس المرمى ثم مرقت من جانب كتفه الأيسر .
- گول ، گول ، رياض سجل گول !
وكان ذلك الهدف الأول والأخير بحياتي .
في الطريق كان الجميع يتحلقون حولي وسط العربة ويتحدثون عن الهدف العجيب الذي سجلته .
- اي أبو قاسم ، هاي شلون صارت ؟
- لو ما أبو قاسم جان خسرنا !
التفتت سعاد ناحيتي وابتسمت - إي شلونك أبو قاسم ؟
نظر لها محمود بحنق وقال - شكو بيك يا معودة !

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق