احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

ذات نهار



صعدت بجرأة ، بحثت عن مكان تجلس به ، ثم أمسكت العمود الذي يتوسط حافلة نقل الركاب ، كانت جميلة ، سمراء وساخنة ، تقاربني بالطول ، أظافرها مطلية بلونين ، وردي وأحمر ، كنت أمسك بالعمود ذاته ، لكن كفها كانت بالأعلى وكفي بالأسفل .
إهتزت الحافلة ، فرفعت كفي قليلاً فلمستها برفق .
فرغ واحد من المقاعد ، نظرت لي ، عينان سوداوان واسعتان ، ثم ابتسمت وتركت لي المقعد .
كان ذلك قبل الفيضان بيوم واحد ، ثم رأيتها في اليوم نفسه قرب أسواق حسين نعمة ، وفكرت ، لا بد انها تشتري ملابس داخلية ، تبسمت من الفكرة ورحت الى المقهى حيث يتجمع الأصدقاء .
كنت أنا ورائد حينما نجلس نضع رجلاً على رجل ، وكان علي يجاهد برفع رجله القصيرة حتى يضعها على الأخرى .
مرت من أمام المقهى ، مرفوعة الرأس والصدر .
قال علي بصوته المسرحي العميق - خرب الله !
نظرت له بتحد وواصلت سيرها ، ثم عرجت ناحية ( القيصرية ) .
ذهبنا بعدها الى فاتحة صديقنا محمود الذي مات في الحرب .
أمسك علي ( المايكرفون ) ليجربه .
قال - الو .. الو . 
وحينما تأكد من وصول صوته لكل المنطقة ، بكى على صديقنا محمود .
لطم جبهته بكفه وقال - خرب الله !
طردونا من الفاتحة فعدت للبيت .. وجدتها جالسة مع أمي وأبي وأختي تأكل معهم .
كان ذلك قبل الفيضان بيوم واحد ، جلست بجانبها ، فشعرت بحرارة فخذيها .
قالت أمي - علياء ابنت خالك .
قالت وهي تحك ظهري - تعال لزيارتنا غداً ؟
في اليوم التالي فاض الفرات وأغرق الطريق الذي يفصل بين الناصرية وسوق الشيوخ ، انقطعت المواصلات لشهور ولم أرها بعد ذلك .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق