احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

زهرة قشتالة


إعتادت أم علي زوجة الأستاذ أن تطبخ لزوجها رأس خروف في ليلة الخميس ، فهي تحرص على تغذيته جبداً بعد أن تراخت عظامه وتهدل شاربه وفترت همته ، وكان الأستاذ أبا علي يذهب بنفسه الى المجزرة القريبة ويختار الرأس بنفسه ، طازج وطويل الأذنين ، يجب أن يكون طويل الأذنين ، فهو يحب أذن الخروف المحمر بالزيت ، يلوكه لوقت طويل بما تبقى له من أسنان أتلفها الدخان وهو يقرأ ( يوليسس ) ، يقضم طرف الأذن ويقرأ بصوت عال المشهد الأثير على نفسه ، مشهد مرور البنت الصغيرة على الشاطيء وقد التصقت بفخذها أشنات البحر .
قال وهو يضع الرأس في المطبخ - أصل الولد ستيفن كان عنده ميول شاذة .
قالت زوجته - أنت قلت أنه كان يحب البنت ( زهرة قشتالة ) .
- لا .. ( بلوم ) استاذه اللي كان جايب الصابونة حتى يغسل بها ذنوبه وخطاياه هو من يحب زهرة قشتالة . 
ضحكت أم علي وفتحت الكيس وأخرجت الرأس .
ظلت تحدق به لدقائق ثم قالت .
- هذا راس تيس ، وما عنده اذانات ؟
مشى الأستاذ على أطراف أصابعه وخرج من المطبخ .
لحقته الى الصالة ، فوجدته نائماً .
الولد ( اسماعيل ) القصاب ، لما شاف الأستاذ قادم ناحيته ، عرف أنه يبحث عن رأس خروف بأذنين طويلتين ، قام ووضع بالكيس رأس تيس بأذن واحدة وترك الأخرى تتدلى خارجاً .
صاح مرحباً - مخصوص للأستاذ .
ناوله الكيس ذو الأذن السوداء الطويلة ومضى وهو يضحك .
كعادة الإستاذ المحب للثرثرة والأدب والأصدقاء ، مر بطريقه على أصدقائه في المقهى ، جلس معهم ووضع الرأس تحت ( القنفة ) ، تحدث معهم عن ستيفن وعلاقته المضطربة بأمه .
في تلك الأثناء شمت قطة رائحة الرأس فتسللت من بين المقاعد وجلست تقضم الأذن ثم قطعتها وهربت والأذن بين أسنانها .
قال - أصل ستيفن هو ديدالوس بعينه ، لما راد يطير قام عمل له جناحين وطار ، القطة هي ستيفن والأذنين هما الجناحين ، والخروف يبقى ( بلوم ) .
هزت زوجته كتفه لتوقظه وقالت - الراس ما عنده اذانات ؟
أفاق من قيلولته مرعوباً .
أكملت المرأة - والراس راس تيس مو خروف ؟
مسح وجهه وقال - عملتها ( زهرة قشتالة ) !

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق