احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

لمعي

 ·كانت أمي دائماً مشغولة بغزل الصوف وتنقية العدس من الحصى، وكانت تظن إن العالم كله عراقات ونحن نعيش في عراق من تلك العراقات، فعندما تحصل على كيلو عدس خال من الحصى تقول.- هذا العدس ماكو مثله بكل العراقات!

أو حينما يلعب فريق كرة القدم العراقي مع فريق أجنبي تسأل.
- وي يا عراق نلعب؟
وكان كل جيراننا لديهم أم مثل أمي الخبيرة بالجغرافيا والأعراق، فلم تطرأ أية تغييرات إشكالية على معارفنا وما كنا نتلقاه بالمدارس مجرد لغو. وكان لدى أمي سرب من البط جمعته من كل العراقات وعملت على تكثيره وتسمينه والعناية به.
وكنت أنا أربي طيور الحمام، فكانت حماماتي تأكل مع البط من طشت واحد فسمنت كثيراً حتى أصبح من الصعب تمييز حماماتي من بطات أمي.
ذات يوم إنتقلت عائلة الى جوارنا، عائلة ظريفة تتكون من مدرس وزوجته المعلمة وكانا سود البشرة أي زنوج وهذا لم نعتده كثيراً في منطقتنا.. كان اسم الزوج (لمعي) وزوجته اسمها زوجة لمعي.
وكما يبدو فأن الأستاذ لمعي ينفق راتبه على العرق والأصدقاء بأسبوع واحد، ويجوع مع زوجته ثلاثة اسابيع، لكن وجودهم الى جوارنا أنقذهم.
فحماماتي السمينة تحط على سطح بيت لمعي وهو يختار منها ما يعجبه على الغداء، وبطات أمي تسرح أمام بيته فيجد بها عشاءاً دسماً ومزة طيبة فعاش مع زوجته في بحبوحة غذائية. لكن ذلك الحال لم يطل كثيراً.
إكتشفت أمي أن عدد البط والحمام بدأ يتناقص يوماً بعد يوم.
فزعقت- هاي ما صايره بكل عراقات الله!
وراحت تسأل الجيران واحداً بعد الآخر، وكانت كل الشكوك تتجه ناحية بيت أستاذ لمعي.
ذهبت أمي الى بيت لمعي وشمت رائحة طيبة تنبعث من مطبخهم، رائحة واحدة من بطاتها.
لم تتكلم مع زوجة لمعي بل إقتحمت منزلهم واتجهت مباشرة للمطبخ حيث القدر الذي يغلي وبداخله البطة.
رفعت الغطاء ورأت بطتها تسبح بالمرق والبهارات والبصل فشهقت.
فلك طرك لمعي، من يا عراق أنت؟

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق