احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الهروب


الحرب وسخة يا أصدقائي، إنها لا تقتلنا فحسب بل توسخ أرواحنا وتجعل منا قتلة رغماً عنا، فعندما أنظر الى وجهي في المرآة، الى عيني، أراهما لا تطرفان كعيون بقية البشر الأسوياء، كما أني لا أجد بهما أي تعبير، مجرد عينان فارغتان وتلك عيون من تلطخت أيديهم بالدم.. عينا قاتل.
هل نظرتم الى جندي قديم وهو يحتضر ويصارع الموت؟
لا أظن إن لديكم معدة تتحمل رائحته، رائحة ضبع محاصر.
لذلك قررت الهرب من تلك الحرب مهما كلفني الأمر حتى لا أولغ بالدم أكثر.
كنت أحصل على إجازة وقتية كل إسبوعين، حيث أذهب الى المقرات الخلفية لغرض الإستحمام والحصول على وجبة طازجة، وكانت المقرات جنة بالنسبة للحفر التي نعيش بها، ففيها حانوت يبيع الصابون والدخان والحلويات وهناك مخبز يعمل به جندي طيب يبيع علينا الخبز والشاي بمبلغ زهيد، وخلف غرف الضباط تنتصب صواريخ أرض أرض العملاقة الجاهزة للإنطلاق في أية لحظة.
وصلت الى المقر في الليل وكانت الحرب مشتعلة في بنجوين بعيداً عنا حيث كنا مرابطين في منطقة خضر وهيلة، وقد سمعت من الجنود إن الصواريخ ستنطلق بعد دقائق، وهي كما تعرفون صواريخ بعيدة المدى وبطيئة جداً كحمار حرن، فقررت أن أركب أحدها.
غافلت الحراس وتسلقت أعظمها وأطولها قامة وربطت نفسي جيداً به حتى لا أسقط.
كنت أعرف إنه متوجه لمكان ما في إيران، لكن هذا لم يكن مهماً عندي فأنا قد قررت الهرب مهما كان الثمن.
إهتز الصاروخ بعنف وإنطلق عالياً حتى صعد مئات الأميال في السماء، وهناك في الأعالي حيث الزرقة النقية والصفاء المريب، رأيت صاروخاً يسير بالإتجاه المعاكس، لكنه أضخم من صاروخي بعشرات المرات وأبطأ بكثير، وعلى صفحته رأيت علم أمريكا بنجومه البيضاء وخطوطه الحمراءيرفرف مع خفق الريح، فقفزت عليه وبصعوبة وازنت جسدي ووقفت على ظهره الصقيل فأوصلني سالماً الى قاعدة كيب تاون الفضائية حيث أنظر لها الآن من نافذة غرفتي في هذه اللحظة الحميمة. 
أقول لكم وأنا أضع يدي على قلبي، الأمر ليس بالسهولة التي تتصورونها، لكن من يملك ذراعين قويين وقلب أسد وساقا نعامة وعزيمة لا تقهر يستطيع أن يفعل الأعاجيب، رغم أني لا أنصح أحداً بمثل تلك المغامرة، فمن يدري قد لا يصادفه صاروخ يسير في الاتجاه المعاكس كما حدث معي (شكراً لله)، فيموت ميتة لا أرتضيها له.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق

fathi
09:00م | 04 كانون الثاني، 2016
هههههههههههه يبدو ان السواريخ الامريكية تبغض سمائنا هنا فلا اثر لاحدها