إنه وقح ومنحط ومستغل، إبن كلبة..
أخرج من خزانة حديد عدة بدلات لحيوانات اليفة ملونة.
قال- جرب واحدة منها، كلها جميلة وملونة وظريفة.. الزبائن يحبونها؟
بقيت متسمراً بمكاني.
حينما رأى ترددي، فتش بين كومة الأزياء وناولني بدلة كلب أسود. قال.
- إلبسها.. سيكون مظهرك عظيماً وستحصل على الكثير من البقشيش؟
هززت رأسي بالنفي وغمغمت- ليس كلباً؟
- هممم، حضرتك لاتحب الكلاب.. معك حق.
- أحب الكلاب لكنني لا أريد أن أتحول الى كلب.
- فهمت..
رفع بدلة قرد ولوح بها أمامي- هذه ستعجبك كثيراً وستحصل على موز كثير وبقشيش كثير، الأطفال يحبون ملاعبة القرود.
- لن أصبح قرداً مقابل سبعة دولارات؟
قال بحنق- عجباً لكم، تأتون حفاة وعراة وجائعين، لكنكم لاتريدون العمل، لاتحبون العمل؟
- أحب العمل، لكن ليس قرداً.
- هممم.. حضرتك لاتحب القرود.. معك حق.
قلب أكوام الأزياء وأخرج بدلة أرنب.- وجدتها.. أرنب كبير بأذنين كبيرتين وظريفتين، العجائز الثريات يحبن الأرانب وستحصل على جزر وبقشيش كثير.. كثير جداً أيها الغبي؟
- ليس أرنباً؟
- هممم.. حضرتك لاتحب الأرانب.. معك حق.
أمسك ذقنه وأخذ يفكر للحظات- ما رأيك بالفيل.. لاتقلق لن يمتطيك أحد.. هاهاها.. لا أحد يفكر بإمتطاء فيل ضخم. ما عليك سوى رفع خرطومك والدوران حول نفسك، إن ذلك سهل وظريف وسيدر عليك بقشيشاً كبيراً؟
قلت- ليس فيلاً.
- هممم.. حضرتك لاتحب الفيلة.. معك حقل، العرب لايحبون الفيلة.
فجأة إرتسمت على شفتيه ابتسامة واسعة كأنه إكتشف قارة مجهولة.
- وجدتها.. جمل؟
الناس هنا بمجرد أن يروا جملاً يضحكون كثيراً ويدفعون كثيراً، أكثر مما تحلم به من بقشيش.
شعرت بالتعب والإرهاق فقلت.
- حصان.. هل لديك بدلة حصان؟
- يا لها من فكرة.. الحصان مناسب جداً لك، رشيق وقوي ومطيع.. نعم الزبائن سيحبون ذلك خاصة رعاة البقر.
رفع من الأرض بدلة حصان أشقر والقاها فوق جسدي وأخذ يتطلع بي بإعجاب.
- حصان حقيقي.. كيف غابت عني هذه الفكرة؟
وقفت في المكان المخصص لي في مدينة الألعاب وأخذت أتلصص على المراهقات المثيرات من خلف البدلة دون خوف.
جاء راعي بقر.. ربت على عنقي وقال.
- خلف تلك الأشجار الكثيفة يقع منزلي وحظيرة أبقاري وكلابي.. كل ما أحتاجه هو حصان قوي ومطيع، تعال معي وستكون سعيداً؟