بالطبع جميعكم سمعتم ب (غينس) صاحب موسوعة الأرقام القياسية، أكبر طبق فول، أوسع سلطانية ثريد، أرحب ناموسية وأشياء من هذا القبيل، إنه جاري في أمريكا الشمالية، بيت مقابل بيت ونافذة مقابل نافذة، لكن لم يحدث أن رأيته أولاً، فهو دائما من يراني ويلقي علي التحية، يرفع قبعته الطويلة ويقول بصوت جهوري.
- صباح الخير أيها الجار الطيب؟
أتلفت من حولي أبحث عن الصوت ثم أقهقه عالياً حينما أراه وهو يقف بقامته القصيرة التي تشبه قامة مدرب أرانب فأحييه بالمثل وأعطيه بعض النصائح ... اقرأ المزيد

الأمريكي المستعرق
ولك برو تعبت من هكذا عيشة؟
ضرب المنضدة بقضبة يده فتناثرت البيرة على وجهي.. 
ناولني قطعة نابكن بأصابع مرتجفة.
برو، تعبت.. تعبت من البنات والزواج والإستقرار والكلام الفارغ، ولك آه، آه..
كرع كأسه فنطت عيناه حتى كادتا تخرجان من محجريهما.
تزوجت للمرة الأولى من رئيستي في العمل، زواج مصلحة كما تعرف الغرض منه المشاركة بدفع الفواتير، لكن القحبة ركبتني بالبيت وبالسرير وبالعمل وبالمطبخ.
نظر الى كرشي وغمغم: - نيالكم أنتم العراقيين.. رجال، حقاً رجال!
برو جعلتني أعمل تحت إمرتها في المعمل وفي البيت وفي المطبخ والسرير.. ... اقرأ المزيد

كانت مدينة الناصرية وسوق الشيوخ والشطرة، من المدن والحواضن المهمة للحزب الشيوعي في بداية السبعينيات حتى نهايتها، وكانت المدارس والأعداديات والثانويات تعج بالطلبة الشيوعيين المتحمسين للتغيير والثورة.. الحياة جميلة وواعدة والوطن ثري، المدرسون يلهبون حماس طلبتهم ويطالبونهم ببذل المزيد من العمل، الناس تردد ( وطن حر وشعب سعيد ) وتتغنى بالرفيق فهد وسلام عادل وتتحدث عنهم كرموز يجب الاقتداء بها، الأهل والأصدقاء والجيران كلهم شيوعيون، لا تجد في المدينة أية مظاهر للدين، هناك جامع كبير في الناصرية يرفع الآذان في ... اقرأ المزيد

كان في مدينتنا نهر صغير نسميه نهر"السيّان" يفصل المدينة القديمة عن المدينة الجديدة، يحمل قاذورات المدينتين ويصبها بالفرات.
على ضفافه الآسنة ولدت، في بيت فقير مجاور لبيت قصاب سمين يربي الماشية في ساحة بيتهم، بيتهم مليء بالخرفان والعجول..
القصاب يأتي بها من القرى المجاورة ويعلفها جيداً حتى تسمن وكانت إبنته فاتن سمينة أيضاً، فهم يأكلون لحماً حتى على الفطور، سمينة وبيضاء، تضع على رأسها "ربطة "مشجرة وتلبس أثواب فاقعة تفوح منها رائحة عجول.
كنت كلما أراها وهي تجوس المنزل وبين العجول أرفع حواجبي.
ليس ... اقرأ المزيد

إهتزت الوجوه والملامح المتعبة مع حركة المترو، الرجل المكسيكي الجالس قبالتي أخذ يحدق بوجهي... ملامحه متعبة أيضاً.
قال متسائلا: - مهيكو؟
أجبت بلا مبلاة: - عرب.
ضحك بصوت عال وقال : - أولاد القحبة، أنتم الوحيدون الذين تمتلكون خصاوي في هذا البلد!
تلفت في أرجاء العربة وهو يقهقه: - لديهم خصاوي!
كانت العربة تضم عدة أشخاص، فتاة مصنع فيتنامية أو كمبودية، شابان أسودان يلبسان ملابس مزركشة، ورجل بلون الثلج برفقة صديقته الشقراء.
أكمل وهو يكور قبضته: - هكذا؟
نظرت الى مكان خصيتي، الجميع نظر الى مكان خصيتي.
تبسمت ... اقرأ المزيد

ما أكثر الحزن بحياتنا ، ما أكثر القلق وما أقل الفرح . لو أردت أن أحصي فرحي بهذه الحياة فلن أجد ، لكن بعد مرور كل تلك السنوات الطويلة التي عشتها ، أجد أن ما ظننته حزناً هو في الحقيقة نوع من السعادة الخفية التي لم أدركها حينذاك ، نوع من الفرح ، لو كنت أعرف هذا في حينه لأرتويت منه ، لأشبعت غرائزي ونهمي وعشقي .
الثرثارون أمثالي يمنحون أنفسهم أحلاماً أكثر مما يحتاجون اليه ، والا ما معنى أن ... اقرأ المزيد