في الأعوام السحيقة ، الأعوام التي كانت بها الحيوانات تجيد النطق والغناء وقول الشعر وفنون الحب والمكر ، التقى الثعلب ذو الذيل الجميل والفراء الوفير بغراب أسحم ، أعرج ، أعوج ، التقيا عند صخرة ، فشكى الغراب الخبيث للثعلب سوء حاله وقلة خيره وطول سباته ، فهو بلا بيت ولا طعام ولا زوجة .
رق الثعلب لحاله ، فأخرج من جحره بقايا لحم غزال سيء الحظ ، ووضعه على الصخرة ودعاه للطعام وعلى أن يتقاسما هموم ومصاعب الحياة سوية ويكونا رفيقان ... اقرأ المزيد

راح فرسان الملك يبحثون عن رجل سعيد في المملكة المترامية الأطراف ، فرسان غلاظ القلوب ، رآهم الناس من بعيد فأرتجفت قلوبهم الضعيفة وإختضت أعطافهم وغادرت الابتسامة شفاههم .
توقف الفرسان وسط الناس المساكين ، ينظرون بوجوههم بحثاً عن ابتسامة تشي بسعادة غابرة ، لم يكن هناك سعيد بينهم .
قال كبير الفرسان - دلوني على رجل سعيد ؟
قال الناس - نحن لا نعرف السعادة يا ريس .
- ما هي السعادة يا ريس ؟
تنحنح الفارس القوي وقال - السعادة .. السعادة هي ... اقرأ المزيد

قال بائع الجبن .
- جبنة .. جبنة ، من يشتري جبنة ؟
وصل صوته الى كوخ العّتال ، قال العتال لزوجته .
- قومي وأشتري لنا جبنة ؟
ذهبت المرأة الى الجبّان وطلبت منه جبنة .
قال الجبّان وهو يقطع قرص الجبن - لو ولدت لك بنت ماذا ستسميها ؟
قالت المرأة - ( جبينة ) .
تبسم الجبّان وغيّر هيئته فبدا أشبه بطائر مفترس .
بعد شهور ولدت المرأة فتاة بيضاء كالجبنة فسمتها ( جبينة ) لكن الفئران الشريرة العنيفة غزت الكوخ وهددت بقضم جبينة .
مر ... اقرأ المزيد

لو حالفك الحظ يوماً وحصلت على مطية من المكاري العتيد الذي يقيم في الرصافة ، فستأخذك المطية الي جانب الكرخ ، فهي أعرف منك بدروبها وأزقتها وزواياها ، وستأخذك حتماً الى قصر التاجرة الثرية ( محاسن ) حيث يقف عند بابها فلاّح وفخّار يسألانها المعاونة على كثرة العيال وشحة المال وقلة الأعمال .
التاجرة المحسنة إقتطعت من أرضها قطعتان متجاورتان ، أعطت واحدة للفلاح حتى يزرعها ويعيش منها ، وأعطت الأخرى للفخار حتى يشتغل بها ويصنع القوارير والأواني التي لا غنى ... اقرأ المزيد

حينما كنا في معسكرات الأمريكان ، كنا نتجمع بالقرب من الشبك وبمجرد أن نرى جندي أمريكي يمر بالقرب منا نصرخ كلنا .
- مستر .. مستر ؟
مر جندي أمريكي فصرخنا جميعاً نناديه - مستر .. مستر ؟
تشبثت بالشبك أنا الآخر وزعقت - مستر .. مستر ؟
توقف الجندي وفتح الشبك ثم أمسك بيدي وأخذني .
لم أكن في ذلك الحين أعرف الأنكليزية ولا الجندي يعرف العربية .
وضع سلاحه بظهري ودفعني أمامه ، شعرت برعب قاتل ، ظننت بأنه سيقتلني .
إتجه بي ناحية خيمة ... اقرأ المزيد

حدثني صديق قديم عن ضابط كبير متسلط ، قال أنه لا يتذكر رتبته أو لا يعرفها ، نجوم وسيوف متقاطعة وتيجان ، قال انه لم يكن من جنوده .. كان ذلك الضابط يجبر جنوده على مطاردة الكلاب في المعسكر ، يقضي الجنود يومهم بملاحقة الكلاب المذعورة ، وهو ينظر لهم من نافذة غرفته ويتمتم .
- كلاب تطارد كلاب .
كان الجنود في البداية غير متحمسين للمهمة ، كانوا يمسكون بالكلب ويخنقونه ثم يدفنون جثته أو يحرقونها ، لكن ذلك لم يشف ... اقرأ المزيد