بعد رحلة صيد مضنية ، اصطدت خلالها الكثير من النمور والغزلان والخراتيت والصقور والنسور والجرذان ، وبعد بحث طويل ومسير مجهد في غابة الصنوبر ، الغابة القاسية والملعونة ، المليئة بالوحوش الكاسرة والفيلة المتوحشة ، اهتديت الى كوخ منعزل ، كوخ خرب اخترقته الريح والهوام وسنوات الهجر الطويلة ( عمت مساءاً ايها الكوخ العتيق ، عمت مساءاً يا كوخ الصنوبر ) .
اهتزت خشبات الكوخ ، انفتحت مدخنته كفم أسود .
( يا صياد ، يا صياد .. جائع أنا لرائحة البشر ... اقرأ المزيد

عند ناصية شارعنا يقع خان حمادي الدوس ، انه بيت كبير جداً أقرب منه للخان ، كنا نسميه ( الخينان ) ، لا أعرف أصل التسمية ، لكننا هكذا كنا نسميه ، ربما لانه جعل منه مسكناً له ولعائلته ومكاناً لعمله ، ففي الطابق العلوي تسكن زوجته وابنته ( كفاية ) ، اما الطابق السفلي فيتكون من غرف عديدة متروكة وباحة واسعة يخزن بها بضاعته الملونة والشهية والطازجة ذات الرائحة النفاذة التي تجعل من انوفنا الصغيرة تنفتح على سعتها وتتبع ... اقرأ المزيد

أجمل وأحلى وأظرف دور أديته بحياتي هو دور ( الشمر ) ، كنت مأخوذاً بأولئك الاشرار الظريفين الذين يرتدون الملابس المزركشة والملونة ويركبون خيول ويتضاحكون ويلقون الخطب المهلهلة الفاضحة ، مازلت أتذكر قاتل ( العباس ) أتذكره تماماً كأنه قبالتي بهذه اللحظة .
كان المسرح كبيراً جداً ، يحيط به الناس على شكل دائرة وأغلب المتفرجين هم من النساء والاطفال ، كنت أفترش الارض الى جانب عائلتي وبقية العوائل ، حينما برز ( ابن الجوشن ) . كان مستهتراً جريئاً وقحاً ... اقرأ المزيد

أخبرت أخي الاكبر بذلك ، تلمظ وقال
- وبعد !
ثدياها صغيران كليمونتين ، مذاقهما كالعدس .
أمسك بياقتي وجذبني بقوة ناحيته حتي شممت رائحة دخان السجائر ممزوجة بشوربة العدس .تنبعث من فمه .
قال - وبعد !
إختبأت مع ( سلامة ) في برج الطيور ، أخبرتها أن ( القماري ) ستفقس هذا اليوم .
قال - ذكرتني ، هل فقست القماري ؟
قلت - جلسنا نرقب الفراخ وهي تنقر قشرة بيوضها ، ثم قبلتها .
من منا لا يحب التقبيل ، كنا نختلق المخابيء لنقبل بعضنا ... اقرأ المزيد

كنا نسكن في بيت كبير جدا ، ذاكرة الاطفال تضخم الاماكن ، مازلت أتذكر أني كنت أتيه في غرفه العديدة أثناء تجوالي اليومي بحثاً عن صديقي ( عبوسي ) ، في كل غرفة تعيش عائلة بأكملها ، ربما كنا خمس عوائل أو سبعة أو عشرة ، نعيش في ذلك البيت سوية ، أمي تسميه ( الخان ) .
مازلت أتذكر أين تقع غرفتنا في ذلك الخان ، قرب ( حنفية ) الماء حيث نبتت بعض الاعشاب والحشيش والازهار حولها ، كنا ... اقرأ المزيد

قبل الحرب ، ليست حربنا هذه التي أكلت ما تبقى من أعمارنا ، ولا التي أكلت مدننا وشوارعنا وذكرياتنا ، ولا تلك التي شردتنا الى المنافي الباردة ، كلا أقصد قبل تلك الحرب التي ابتدأت بها حروبنا ، كانت الحياة بسيطة وجميلة وآمنة حتى أن اللقالق كان تسكن فوق المنازل ، والعنادل تبيض على اسفلت الشارع ، وطيور السنونو تشاركنا غرف النوم .
كنت في ذلك الحين أعشق المطربة ( هيام ) ، أقصد أعشق صورها التي كانت تظهر بها في ... اقرأ المزيد