الطيور الغاضبة
كالسائر في نومه ‘ رأيت اني وسط سجن كبير مغمور بالماء ‘ السجن تحت الارض في قاع نهر ‘ ربما هو الفرات ‘ ماؤه خابط ودافيء ‘ وهناك امرأة بأثداء ضخمة ‘ ارضعها حينما اجوع ‘وهناك رفاق ينتظروني في نهاية نفق يؤدي الى سلم يقود الى اعلى .
ارتقيت السلم وصعدت الى الاعلى مع رفاقي فوجدت مدينة كبيرة مليئة بالحياة ناسها من شتى الاشكال والالوان ‘ يعرضون بضاعة غاية في التنوع والادهاش ‘ اردت ان اشتري نجمة بحر شذرية اللون ونجمة بحر اخرى زرقاء ‘ اعطيت البائعة نقدا بالدولار ‘ تمعنت البائعة بوجهي وقالت .
- نحن لا نتعامل بهذا النقش .
قلت ـ ليس لدي سواها .
قالت - لا نفع لهذا النقش في هذه المدينة .
صمتت لمدة ثم اكملت - اذهب الى حجرة الفلاسفة ‘ ربما سيبادلون نقدك بنقد افضل .
دخلت الى حجرة الفلاسفة فوجدتهم يلبسون بذلات افرنجية وربطات عنق ملونة بالوان قوس قزح ويتحدثون بشبق عن لعبة ( الطيور الغاضبة ) .
قلت - اكملت اللعبة بنجاح وحصلت على النجوم الثلاث .
قال فيلسوف مغمور - هل حصلت على البيضات ؟
قلت - البيضات !
- نعم ... هناك بيضات خفيات في سلال مكمونة في مخابيء مأمونة ‘ من يجدها سينضم الى مجمع الفلاسفة وستتحول رغباته الى طيور قوية فتاكة تنبش مناقيرها اعشاش الظلم والطغيان . تحطم قلاعهم وقصورهم واسوارهم ‘ انا مثلا حطمت كل المكائد والمصائد والتحصينات ‘ لكنني لم احصل على اية بيضة ‘ ولا بيضة واحدة ‘ بينما هنالك من يحصل على بيضة او بيضتين بضربة حظ دون اللجوء الى الاخ الاكبر مستر غوغول .
قلت - هل المستر غوغول يعرف مكان البيض ؟
- بالطبع ‘ انه الوحيد الذي يعرف مكان البيض لانه هو من وضعها في ذلك المكان .