احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

حكاية للاطفال


في الأعوام السحيقة ، الأعوام التي كانت بها الحيوانات تجيد النطق والغناء وقول الشعر وفنون الحب والمكر ، التقى الثعلب ذو الذيل الجميل والفراء الوفير بغراب أسحم ، أعرج ، أعوج ، التقيا عند صخرة ، فشكى الغراب الخبيث للثعلب سوء حاله وقلة خيره وطول سباته ، فهو بلا بيت ولا طعام ولا زوجة .
رق الثعلب لحاله ، فأخرج من جحره بقايا لحم غزال سيء الحظ ، ووضعه على الصخرة ودعاه للطعام وعلى أن يتقاسما هموم ومصاعب الحياة سوية ويكونا رفيقان .
كان الثعلب حاد الأسنان قوي الفكين ، فنهش اللحمة وكاد يقضي على الوليمة ، توقدت عينا الغراب بالغضب والطمع وهو يرى الوليمة في طريقها للالتهام ، فضرب بقايا اللحمة بمنقاره ، أصاب منقاره الصخرة فانكسر .
أخذ الغراب يبكي من الألم وخسارة منقاره .
قال الثعلب - لا تحزن يا صديقي ، هناك حكيم في الأعالي ، سآخذك اليه وسيشفيك حتماً .
قال الغراب - ماذا تقصد بالأعالي ؟
قال - ضعني على ظهرك وطر بي وسأرشدك لمكانه ؟
وافق الغراب ووضع الثعلب على ظهره وطار به .
صعد الى أعلى وأعلى والثعلب فرح ومسرور بالمناظر التي يراها من عل .
- هل وصلنا يا أخي ؟
أجاب الثعلب - أعلى ثم أعلى وأعلى .
صعد الغراب أكثر وأكثر حتى بدت الغابة كنقطة سوداء ، والثعلب يغني أعلى ثم أعلى .
زهق الغراب وطقت روحه وآلمه جناحاه ومنقاره فرمى الثعلب من على ظهره .
سقط الثعلب وهوى سريعاً في نهر يقف عند جرفه عابد زاهد كثير الصلاة والتعبد والتأمل .
نفض الثعلب الماء من على فروه وتقرب من العابد الساهم ، وجد بقربه فروة ثمينة ومسبحة عتيقة ، سرقهما وإنسل الى الغابة .
في الطريق التقى به ملك الغابة ، فتعجب من فروته ومسبحته وسيماء الايمان على جبهته فقال .
- هل أنت ( واوينا ) القديم ، كيف تغيرت ومن أين هبطت عليك هذه الفروة والمسبحة ؟
قال الثعلب وهو يتخذ شكل المؤمن الورع المستقيم - نعم يا أبا ( السبمبع ) أنا صديقكم الواوي القديم ، لكن الله هداني وعلمني مهنة الحياكة ، فأنا أجيد حياكة وصنع الفروات .
قال ملك الغابة - إصنع لي واحدة ؟
ضحك الثعلب - نعم ، نعم يا أبا خميس ، سأعمل لك واحدة ، لكن عليك بجلب الخراف لي ، إجلب لي خروفاً كل يوم من أجل أن أصنع من صوفه فروة تليق بك .
غاب السبع لساعات وعاد وهو يحمل خروفاً .
وضعه قدام الثعلب وقال - غداً سأجلب لك آخر .
أجاب الثعلب - أحتاج للكثير من الصوف ، الكثير من الخراف .
مرت الأيام والإسابيع والشهور والسبع يحمل الخراف للثعلب ، والثعلب يأكل ويوصوص دون أن يصدر أصواتاً ، حتى شك السبع به وطالبه بالفروة .
قال الثعلب - إصبر يا أبا خميس ، إصبر واعتبر فروتك بالجيب .
نفد صبر أبو خميس وهو لا يرى سوى عظام خرافه حول مغارة الثعلب ، فهجم عليه محاولاً قتله ، لكن الثعلب المكار ، قفز الى جحرة ، وبسبب الخراف العديدة التي التهمها والكسل والسمنة ، لم يستطع أن يدخل سريعاً وبقي ذيله يدل على وجوده .
ضربه الأسد على ذنبه فقطعه وقال - لن تهرب مني ما دمت أبتراً ، سأميزك من بين الف ثعلب .
جلس الثعلب يداوي ذنبه ويفكر بحيلة يتخلص بها من الأسد .
حط على مغارته الغراب الأسحم وحينما رأى ذيله المقطوع ضحك ونسي منقاره المكسور .
قال الثعلب - يا أبا السوداء ، هل تضحك من أخيك ورفيقك الذي أكلت خبزه وملحه ورميته من السماء .. أخرج الثعلب مسبحته واتخذ سمت المؤمن وأكمل .. لكن الله سبحانه وتعالى نجاني فنذرت له ذيلي وذيول كل الثعالب .
قال الغراب - كل ذيول الثعالب !
- نعم نذرت له ذيلي وذيول ثعالب الغابة .. احملني على ظهرك وخذني الى جحور الثعالب ؟
طار الغراب بالثعلب الى أعماق الغابة حيث تقيم الثعالب .
صعد الثعلب على صخرة وزعق - ثعالب .. يا ثعالب ؟
حضرت الثعالب من كل مكان وتجمعت حوله فقال .
- انظروا لأحوالكم يا إخوتي ، انظروا الى جوع وهزال أطفالكم ، انظروا فلم تعد هناك خراف ولا دجاج ولا طيور في الغابة فقد أكلها الأسد جميعاً .
قال واحد من الثعالب - نعم أكلها الأسد لوحده .
قال آخر - أكل حتى الدجاجات والعصافير ، لم يبق لنا شيء .
قال ثالث - لكنك تبدو سميناً وشبعاناً ومترفاً كأنك من أكل كل خراف الغابة .
ضحك ثعلبنا وقال - نعم أنا سمين ومعافى لكوني وجدت كرمة عنب أسود .
سال لعاب الثعالب لذكر العنب - أين وجدتها .. أين ؟
- انها في الغابة ، في مكان بعيد ، لكنني أخاف عليكم يا اخوتي من التيه بالغابة ؟
- لن نتيه .. لن نتيه . قالوا 
قال - ستتيهون حتماً ، لكني وجدت طريقة ؟
- افعل ما بدا لك ، فنحن طوع أمرك .
قام الثعلب وربط ذيول الثعالب ببعضها البعض الآخر وقادهم حيث يعيش الأسد ، وحينما اقتربوا من عرينه ورأوه صرخ - إهربوا يا إخوتي ، إهربوا ؟
ركضت الثعالب في كل الاتجاهات مذعورة فتقطعت ذيولها .
وكان الأسد كلما أمسك واحداً منهم يجده أبتراً فيسأله .
- هل أنت أبو سبحة ؟
- كلا يا سيدي ، أنا أبو الحصين !

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق