احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

بيلي بلز



للمغتربين لغة خاصة تشبه لغة (بيلي بلز) الأمريكي المولد والنشأة والمظهر، فمن الطبيعي لديه أن يقلب الضمائر ويفرد الجمع ويؤنث المذكر ويذكر المؤنث ويقلب سافلها عاليها. 
لا أدري ان كان بيللي يفعل هذا بحكم علاقته الوطيدة بي بحيث أصبح يتحدث مثلي ويغلط باللغة كما أفعل أنا في معظم الأحيان. فنحن نعيش في شقة واحدة ونتحدث طيلة الوقت وعندما نسكر نتشاتم بالطبع.
وبرغم قاموسه المرعب المليء بالشتائم والفشار فأنه في بعض الأحيان يبهت حينما أوجه له شتيمة لم تألفها أذنه من قبل فيقول.
- هذا يكفي سأذهب لأنام.
يغلق باب غرفته للحظات ثم يفتحه ويأتي لغرفة المعيشة حيث أتواجد ويقول- ماذا تقصد بقولك (بول ونام)؟
- بول ونام بيلي بلز هذا ما أقصده بالضبط.
- حسناً، سأبول وأنام. لكن قبل أن أفعل هذا عليّ أن أخبرك بأني غداً سأشتري كس وديوس من المتجر. لن أصادق امرأة بعد الآن. هذا قراري الأخير.. تعبت.
- إفعلها بيلي. إفعلها وخلصني من البحث عنك في مخافر الشرطة؟
- حقا؟
أجبت- وأنا من سيختار لك الكس والديوس.
رقت نظراته وإتسعت إبتسامته وذهب لينام.
في الصباح ذهبنا الى متجر آيغور في التاون بلازا حيث تصطف الدمى الخلابة التي تطير العقل من جمالها ورقتها وملمسها. حسناوات باهرات الجمال بنظرات ناعسة وشفاه ممتلئة وأجساد ليس لها مثيل.
توقفت طويلاً عند واحدة كأنها أتية من الشرق البعيد. من بغداد. من دربونة يفوح منها الحبهان وسنا المك والمدين.
قلت- إحزر من هذه يا بيلي؟
أمسك بيلي ذقنه وهز رأسه- جاسمين. من الليالي العربية.
- جاسمين! إنها عروسك التي لن تسبب لك مشاكل.
قال- حقاً؟
- جميلة وعذراء لم يمسها بشر قبلك.
نظر لي بريبة ورد- ومن سيضمن لي انك لن تنيكها حينما لا أتواجد في البيت؟
- خراء.. لن أفعل هذا.
- ستفعل. وستنيك جاسمين وسأقتلك وأدخل السجن.. كلا لن أشتري جاسمين.. سأشتري واحدة شقراء، أعرف أنك لاتحب الشقراوات أيها الغبي؟
مشى في الممر الطويل وتوقف عند واحدة. شقراء طويلة، جميلة النحر والنهدين وتمتم- سأشتري تانيا. حب حياتي؟
قلت- أنظر لخياراتك البائسة وإسأل نفسك لماذا تأكل نفس الطعام كل يوم وتذهب لنفس العمل وتقابل نفس الناس وتنيك نفس الشقراوات، ألم تفكر يوماً بالتغيير؟
- أحب التغيير، لكن ليس مع جاسمين.. ستنيكها؟
أشار بأصبعه ناحية البائع وسأله عن ثمن تانيا.
تبسم البائع وحرك أصابعه في الهواء حركات راقصة وأخذ يشرح له عن فضائل ومحاسن اللعبة وإمكانية نفخها وطيها واللعب بها كيفما يشاء.
قال بيلي- نعم. كم سعرها؟
- ثلاثة الآف دولار.
أمسكت ذراع البائع وأخذته ناحية جاسمين وسألته عن سعرها.
قال - الف دولار.
زعقت- ثلاثة آلاف لتانيا الشقراء والف لجاسمين السمراء. هذه هي العنصرية بأوسخ وأحط أشكالها وأنواعها. هذا هو وجه أمريكا القبيح يا بيلي بلز. حتى في أشكال الدمى هناك تمييز.
كان في المتجر شباب أسود ينصت لزعيقي.
فتقدم ناحيتي وقال.
-خراء.. أنت على حق ولو عرفت سعر الدمية السوداء ستضرب رأسك بالحائط، فهؤلاء البيض الزبالة الأغبياء يظنون أن لونهم هو أحسن وأنقى وأشرف الألوان.
قلت- كم سعرها؟
- خراء.. مئة دولار.
بصق على الأرض وخرج من المتجر.
نظر لي بيلي وقهقه وقال- إنس الأمر.. لن أشتري تانيا لكوني أعرف أنك ستنيكها حتى تنتقم لجاسمين.. دعنا نخرج من حفرة الخراء هذه ونذهب لنشرب كأسين ويسكي؟

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق