احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الناصرية



الناصرية اسم سري ‘ كأن أحدهم يهمس باذنك عن خريطة كنز أو جزيرة مجهولة لم يصلها البحارة بعد ‘ كأنها لم توجد في الخرائط والكتب ‘ لم ينطق باسمها احد ‘ مدينة غارقة بالقدم والغبار والنسيان ‘ حينما تسمع باسمها كأنك تزيح الغبار عن مجلد ضخم من العذاب ‘ وجوه اهليها مختلفة ذائقتهم مختلفة حنينهم غريب وموجع لناسهم وملاعب صباهم ‘ ربما لن تجد ناساً يبكون على جسر او بهو او قيصرية او بيت متهالك كما يبكي ناسها ..
لهجتهم خاصة تستمد روحها من قصب الهور واليشن والجباشات والجواميس ‘ من الكطان والشبوط والصبور والزوري ومن اساطير السفينة الذهبية التي تجوب الاهوار وعلى متنها ثلة من البحارة السومريين يرطنون بلهجة غريبة ‘ يقلبون الجيم الى ياء والقاف الى غين والغين الى قاف ‘ يبحرون على غير هدى في الهور عريض البطن ..
سمعت من عجوز يلوك الذكريات كما يلوك الاساطير ..
قال وهو يكشف عن فم اسود خال من الاسنان .
- رأيت السفينة الذهبية بعيني الكليلتين هاتين ‘ كان على سطحها جمع من الشيوخ يقلبون الجيم الى ياء ويقبلون بعظهم بحرارة حينما يسكرون ‘ صعدت الى مركبهم وسكرت معهم ( ليغفر لي الله ) وتعلمت لغتهم القديمة ..
( يمع هواي من الغوم ايتمعوا واتفغوا على مهيمة الكرية ‘ خمطوا الزينة والشينة بالوا على الكرية وعلى المرية والياهل والجبير بالعمر ذبحوا الديايات وكتلوا الجمس وبغروا ديوس الشياه وهلسواىريش الديوج ‘ بس وهمه فرحانين وطربين لاح لهم فارس على مرجوب من ذهب بحزامة شلبة وخنير ومكوار وعلى جتفه بنية جبيرة جبيرة مثل الكوسج مثل حوت السندباد ...
صاح اليمع - يليامش ... يليامش .
كان وجهه يلمع كالنحاس بفعل الشمس الغاربة .
يلمع كالحكايا كالاساطير ...

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق