احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

رائحة الحقل والمستنقع


قالت الأوز لزهرة الجميلة .
- أين يقع المستنقع الكبير ؟.
ركضت زهرة ناحية الطريق الذي يؤدي الى المستنقع الكبير , اهتزت اثدائها وهي تركض , اثدائها صغيرة لكنها حينما تركض تهتز .
قالت زهرة للاوز .
- المستنقع الكبير خلف المدينة والطريق اليه عسير ملئ بالمخاطر .
أبتسمت الاوز ثم رحلت . رأيتها تحلق وهي تبتسم . 
توقفت زهرة عن الركض والتفتت ناحيتي . كنت اجلس في الشمس بأنتظار ان يعود جدي من الحج ... انا لم أر جدي لانه رحل قبل ان اولد , لكن شقيقي علي يقول .
- استطيع ان اميز جدي بين الف عجوز ..
علي لايحب جدي كثيرا .
شقيقتي (( علية )) اكبر مني بسنتين لكن رائحتها لاتشبه رائحة زهرة . زهرة لها رائحة الحقل وعلية لها رائحة المنزل .. رائحة الحقل تشبه رائحة أمي , لكن ابي بلا رائحة . جدتي التي تجلس الى جواره دائما  تقول .
- ان رائحة الحقل تشبه رائحة اباك وأمك اخذت رائحة الحقل منه .
حقلنا واسع جدا وابي يعمل فيه وحيدا , منذ طلوع الشمس حتى غروبها , يعود متعبا الى المنزل يتحادث مع امي قليلا ثم يذهب الى المقهى . لم ار ابي يبتسم .
امي تقول - ابوكم رجل غاضب .
عيناه حمراوان من الغضب .
علية رسمت على الجدار صورة ابي وكانت تظن انها صورة علي , لكن جدتي التي توقفت تتأملها طويلا قالت .
- انها صورة جدكم حينما كان شابا .
كان علي يكبرني بخمس سنوات , وكانت علية تظن انها اصغر مني بسنة واحدة , لكن جدتي تقول .
- ولدت علية قبل ان يغادر جدكم الى الحج . وانت آنذاك مجرد نطفة في صلب ابيك .
جدتي لاتريد ان تشيخ حينما تنظر الى المرآة وترى التجاعيد على وجهها تتنهد . لانها تظن ان المرآة سرقت وجه اختها زكية العجوز , وان الوجه الذي يظهر لها هو وجه اختها زكية العجوز .... مسكينة زكية العجوز شاخت مبكرا لانها لم تتزوج . 
توغلت زهرة بعيدا في الحقل حتى لم اعد ارها .. كنت اود اللحاق بها لاتعلم منها لغة الطير , لكني لا استطيع مغادرة مكاني خوفا من جدتي التي طلبت مني ان اراقب الطريق عسى ان يعود جدي فارشده الى المنزل .
مد علي رأسه من فوق الجدار وقال بتهكم .
- هل وصل جدك ؟!
قلت - مازلت انتظر ... 
قال - هل رأيت زهرة ؟
- زهرة الجميلة ذهبت لترشد الطيور الى المستنقع الكبير .
قفز علي من فوق الجدار .
كان ضخما وطويلا , اطول من ابي .
قال - سأذهب لمساعدتها .
نظرت اليه فأبتسم بسخرية .
غادر ناحية الحقل الذي يعمل فيه ابي والذي غابت فيه زهرة منذ زمن طويل .
لم يأت جدي ولم تعد زهرة .
عندما ولدتني امي اصابها الضعف كثيرا ولم تستطع ان ترضعني فالقمتني (( هدية )) ثديها مع ابنتها زهرة , فاصبح لي أمان . امي التي انجبتني وامي التي ارضعتني .
لايجوز لي الزواج من زهرة , لولا هذا لتزوجتها انا حينما اكبر , زهرة تحبني كثيرا وحينما تراني ارقب الطريق عسى ان يعود جدي تجلس الى جانبي وتحاول ان تعلمني لغة الطير .  
جدتي تقول - انها ساحرة كأمها .
مر سرب طيور يبحث عنها لترشده لمكان المستنقع الكبير .
قالت الاوز - اين زهرة الجميلة ؟
قلت - ذهبت مع رفيقاتكم لترشدها الى المستنقع . شقيقي علي ذهب ليساعدها وانا مازلت انتظر جدي عسى ان يعود .
- وانت الا تدري اين يقع الطريق ؟
قلت - كلا .. 
ابتسمت الاوز بقلق ثم غادرت .
جاءت امي هدية الساحرة على حمارها الضخم والقلق يبدو عليها .
قالت - هل رأيت زهرة ؟
- كانت الاوز تبحث عنها فاخبرتها انها في الحقل .
لوت عنق حمارها واسرعت ناحية الحقل .
صرخت وراءها - شقيقي علي ذهب ليساعدها .
ارتسم الهلع على وجهها وصرت على اسنانها .
ركض الحمار بصعوبة وهو ينوء من ثقل جسد امي هدية الهائل وصررها الكبيرة المحملة بالبضائع وهي تصرخ .
- زهرة .... زهرة .
غابت امي هدية وسط سنابل القمح العالية وماعدت اراها , فاستدرت ناحية المنزل وصعدت الى السطح ورأيت زهرة تجري وخلفها شقيقي علي . لماذا علي يطارد زهرة ؟! هربت الطيور الى السماء وهي ترقب المشهد بحذر .
- الى اين تذهب الطيور ؟! سألت جدتي .
كانت تجلس بالقرب من الموقد ونحن نتحلق حولها .
قالت وهي تحرك الجمرات بعصاها .
- الى الهور ياصغيري ..
- اريد ان ارى الهور .
- ستراه حينما يأتي جدكم . ساطلب منه ان بأخذك معه .
لم يأت جدي بعد ، لو انه عاد لاستطعت ان اكمل الحكاية ، امي تريدني ان اساعدها بمعالجة جروح زهرة وجدتي لا تكف عن الزعيق بوجه المرآة واخي هرب من المنزل وترك كل الاعمال على عاتقي .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق