احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

رحلة


تقلبات الطقس ومزاجه العنيف بين حار خانق وحار حارق ، مكنت البق والحرمس والبراغيث من التجوال بشقتي بحرية ، براغيث سوداء تنط بين الارائك المغبرة واللوحات باهتة الالوان ، تتاقفز حول صحون الباقلاء واللبلبي وقواطي البيرة الفارغة ، تلاحقها أسراب البق والبعوض ، تتناوشها مصائد العناكب ومقشتي ، مجزرة ، مجزرتان ، مجازر من أكوام البراغيث السوداء التي امتصت دمي ، دمي الملوث بمبيدات الحشرات ،الملوث بهواء خانق ، هواء ثقيل ، فأنا لا استطيع ترك باب المنزل مفتوحاً خشية الوحوش .
هناك تكمن الوحوش ، في الخارج ، في الاكمة المظلمة والعرائش السوداء ، تنام الوحوش بانتظار ان أفتح الباب وأسهو قليلا ، بالامس رأيت غزالا يطرق بابي بقرنيه ، قرنان عظيمان ، كالسكاكين وعينان واسعتان ، قلت لنفسي الغزال ليس وحشاً ، ليس وحشاً .
فتحت الباب وسمحت له بالدخول ليقاسمني وحدتي وبراغيثي وبقي وعناكبي .
بعده سمعت طرقاً عنيفاً ورأيت عند الباب قرداً مع أخوته وهم يحملون عذوق الموز واللوز والرمان ، فتحت لهم الباب ليقاسموني طعامي وتمني ومرقي وفاصوليتي ، القرود ليست وحوشاً ،القرود ليست وحوشاً .
جاء بعدهم نمور واسود وزرافات ودببة وطيور كراكي وغربان ، دخلوا كلهم باستثناء طائر حزين وقف عند الباب على ساق واحدة .
قلت - أدخل .
قال - متى تبحر ؟
قلت - هذه الليلة .
في الداخل ، داخل شقتي ، في غرفة النوم وعلى سريري تكومت الوحوش والحشرات حول بعضها البعض الاخر بانتظار الرحلة السحرية .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق