احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

رحلة صيد القنافذ


خطى الرجل القصير ناحية الموقد الحجري ووضع قوري الشاي على الجمر .
- لم يتغير شيء .
كان يعيش في هيكل باص متروك ، صنع منه مسكناً دائماً .
- لم أعد أحتاج الى أشياء كثيرة ، عجوز بمثل سني تكفيه وجبة طعام واحدة في اليوم .
وضع قدح الشاي امامي ، أخذت منه رشفة ، كان مراً .
- لا أمتلك سكراً ، لا أحتاجه .
قلت - هذا لا يهم ، أحبه مراً .
ابتسم العجوز - وانت ، لماذا أتيت الى صحراء اريزونا ؟
- أبحث عن الشمس .
- والنساء ، شمس ونساء ، نساء هذا البلد ساخنات ، يمكنك ان تطبخ ثوراً على أثدائهن ، 
- كلا ، أبحث عن الدفء فقط ، كرهت الثلج .
تطلع بي باهتمام للمرة الاولى ، نظر الى ملابسي وحقيبتي ونوعية السجائر التي أدخنها .
- تعال معي ، سنذهب لنلتقط عشائنا .
وضع بندقية الصيد القديمة علي كتفه وخرج بخطى متثاقلة .
- يمكننا أن نجمع ( الفطر ) وأذا حالفنا الحظ سنصطاد أرنباً أو جرذاً كبيراً .
قلت - هل توجد حيوانات كثيرة في هذه الصحراء .
- بالطبع ، طيور وأفاعي وغزلان . ثم أكمل .
- قلت لي أنك أتيت تبحث عن الشمس ، مكان دافيء ، خلوة مجانية .
- سأدفع لك ايجار شهري .
قال - هذا لا يهم ، في بعض الاحيان تمر من هنا قطعان ثيران برية ، ثيران حقيقية مرعبة .
- هل صدت منها شيئاً ؟
- بالطبع ، صيدها سهل ، لكن من الصعب الاحتفاظ بلحومها لفترة طويلة .
- تستطيع تجفيفها.
ضحك وكشف عن فم خال من الاسنان .
قلت - سأساعدك كثيراً ، أستطيع الذهاب الى المدينة كل شهر وجلب كل ما نحتاج اليه .
قال - لا تبدو عليك مظاهر القوة والقسوة ، أنت لا تصلح أن تكون صياداً ، الدم يرعبك .
- حينما أجوع لا أهتم لمنظر الضحية .
كنا قد توغلنا بعيدا في الصحراء الحارقة .
- ابحث من حولك عن اية حفرة ؟
كانت الشمس عمودية ، ذكرتني بظهاري بلدي الحارقة ، ذكرتني بمكان كنت مسجوناً به ، أنساب العرق من جبهتي بغزارة وسقط على عيني .
قلت - هناك واحدة ، تبدو عميقة .
فرك يداه بفرح وقال - انها حفرة قنافذ ، سنتعشى قنافذ هذه الليلة ، هل ذقتها من قبل ؟
- كلا ، لابد أن يكون طعمها كطعم الدجاج .
- كالدجاج ! كل اللحوم طعمها كالدجاج .
وضع بندقيته علي الارض وتهيأ للدخول الى الحفرة المظلمة .
- سأدخل الى هناك ، القنافذ خطرة جدا ، قد تقتلني أو تفقأ عيناي ، أذا لم أعد بعد نصف ساعة أردم الحفرة علي وأذهب ، بيتي وكل ما أملك لك .
- لا داعي للمخاطرة ، أذا لم نحصل على صيد آخر سننام دون عشاء ، هذا ليس مهماً .
قال - الصياد لا ينام دون عشاء .
زحف داخل الحفرة ، أختفى بأكمله في الظلمة ، بقيت أسمع احتكاك جسده بالارض .
انها تشبه تلك الصحراء التي سجنت بها ذات مرة ، الشمس ذاتها والرمال ذاتها ، لم يختلف شيء كثير ، كانت هناك جمال تائهة تقترب من معتقلنا ، جمال بلون الرمال ، وهنا ثيران برية بأحجام هائلة تركض ناحية قرص الشمس المحترق .
مرت ساعات طويلة والرجل القصير لم يعد من رحلة صيد القنافذ ، ردمت الحفرة ووضعت البندقية على كتفي ورحت أطارد الثيران .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق