انعطف الولد ناحية منزل صغير يتوسط حديقة مليئة بزهور الاشرفي . نادته بنت صغيرة تمسك بيدها ديكاً وسكيناً ، كان الديك عنيف الحركات ، يحاول أن يفلت من يدها ، رجته البنت أن يذبح لها الديك .
قال لها - أين وجهة القبلة ؟
قالت - لا أعرف .
قال - وأنا أيضاً لا أعرف .
- ربما من تلك الجهة ؟
- ربما من تلك .
- اذبحه وخلصنا .
- لكني لا أعرف كيف أذبح .
برزت أمرأة جميلة من بين عريشة الاشرفي ، كأنها أم تلك البنت .
قالت - أقطع رأس الديك ؟
- لا أريد أن أقطع رأسه .
قالت - أذن لقح لنا البطة .
- لا أعرف كيف القح ، ربما الديك يستطيع .
- كلا ، لا أظن ، الديك سيكون عشاءاً للقاضي .
قالت البنت - القاضي سيلقح البطة .
قال الولد - من البطة ؟
قالت المرأة - أنا .
جاء القاضي يتوكأ على عصا .
قال - أين البطة ؟
قفز الديك وأفلت من ذراع البنت وهجم على القاضي ، نقره بعينه وأخرج فصها من محجره ، تدحرج الفص على الارض ، صرخ القاضي - عيني آه يا عيني .
قالت المرأة - بعينك لا بعيرك .