احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

السيف والعصا ٤


قالت الهنوف - سأحكي لك يا حبيبي ونور عيني .. بعد أن حوّل الساحر ( برهم ) الناس الى جرذان وأغرقهم في البحر ، وضعني بعربته الشريرة وجاء بي الى هذا المكان المنقطع عن العالم لاساعده على فتح كنز ( الشمردل ) ، ذلك الكنز المرصود باسم عذراء لم يمس جسدها رجل ، شاء سوء الحظ أن أكون تلك العذراء ، ففعل برهم بأهلي ومملكتي ما فعل من أجل فتح الكنز ، عشت معه لسنوات طويلة في هذا الكوخ وكنت أراه كيف يخلط الاعشاب وكيف يرّكب التعازيم ويجعل ويصنع منها قوى شريرة أو خيرة ، لكنني لم أرغب بتعلم ما يصيب الناس بأذى ، كلا لا أريد ذلك ، بل تعلمت كيف أحرك الجمادات وكيف أطير وتلك رياضات ومجاهدة وليست سحراً ، لكن برهم علمني شيء خطير ، أصر على تعليمي وهددني بالقتل أن لم أتعلمه .
في أحد الايام أحضر معه كتاب قديم من جلد الجاموس ،مكتوب فيه علامات ورموز لم أرها بحياتي ولم تخطر ببال أنسان ، وتلك العلامات موضوعة في دائرة تحرسها أربعة ( ديوات ) ليس لها شبيه على أرضنا ، وتلك الديوات الاربعة تماثيل من الصلب لاحياة فيها ، لكنها هي حارسة الكنز وحاميته من عبث اللصوص ، وكما أخبرني برهم ، أن أي خطأ في تركيب تلك الشفرات ستعود الحياة ( للديوات ) وتفترس الدخيل .
كان كل ما يخشاه برهم هو الديوات . لذلك كان شديد الحرص على تعليمي تلك الرموز والعلامات من أجل أن لا أخطيء فيضيع عليه الكنز .
سهر علي تعليمي لشهور طويلة وحينما تأكد ووثق من نجاحي ، خرجنا في ليل بهيم على ظهر حصانه الاسود ، ناحية تلة تقع في الصحراء حيث كنز الشمردل .
رسم برهم دائرة حولنا وتعرى من ملابسه ثم أخذ يدمدم بتعازيم مخيفة ، أبرقت السماء وحضر الغيم كما حضر جمع من الفرسان القصار يركبون خنازير وأحاطوا بالدائرة ، خفت فأردت الهرب لكن الى أين سأذهب ونحن محاطان بفرسان وجوههم تشبه وجوه الجرذان ومخالبهم كمخالب الذئاب واسنانهم كأسنان ابن عرس ، تكلم معهم برهم الساحر ووعدهم بأن يعطيهم جوهرة فريدة يسمونها ( رأس القد ) لها القدرة على انارة مدينة كبيرة يسكنها مئات الاف من الناس .. وافق الوحوش ذوي الوجوه التي تشبه الجرذان وحفروا نفقاً طويلا جدا في قاع الارض يؤدي الى الكنز ، بقوا يحفرون لاسابيع حتى وصلوا اليه وعندما انتهوا من الحفر ، أخرج الساحر برهم من هميانه كرة كبيرة ملفوفة بقماش ثخين ، تلقفها الوحوش منه وغادروا مسرعين .
خرجنا من الدائرة فصفر برهم من بين أسنانه فجاء حصانه الاسود وقد نبت في وسطه جناحان كبيران ، صعدنا على ظهره ودخلنا ذلك النفق المخيف حتى وصلناالى باب عملاق لو اجتمع الانس والجن لما قدروا على فتحه ، لكنني رأيت عليه العلامات والرموز التي درسني اياها برهم فأستطعت بسهولة ان أقرأها .
قال لي برهم - افتحي الباب وادخلي ، لا تنظري الى الوراء ، لا تحظني أمك حينما تقابلك ولا تقبلي يد أباك ، لا تلمسي شيئاً مهما كان لامعاً وثمينا وبراقاً ، اذهبي ناحية الديوات الاربعة ، ستجدين أربعة تماثيل واحد أصفر والاخر أحمر ثم ازرق وأخضر ، بحذر وبخفة وبرشاقة اقلعي اظفر الديو الاصفر واجلبيه لي ، فقط اجلبي لي اظفر الديو الاصفر .
ثم أختفى كأنه لم يوجد .
قرأت ما مكتوب على الباب وحللت شفراته الى كلمة واحدة وهي كلمة ( نون ) . 
تهجيت ( نون ) .
انفتح الباب وأصدر أنينا مرعباً فدخلت وانا أرتجف من الهلع ، صادفت أمي في الطريق ، فتحت أمي ذراعيها لتحضنني ، هفت روحي لاحضانها ورائحتها ، لكنني تذكرت كلمات برهم فأشحت وجهي عنها ، التقاني أبي ومد يده لاقبلها لكنني لم أفعل ، مشيت طويلا فلم يصادفني ذهب أو فضة ولامجوهرات أو حلي أو أي شيء ثمين ، لكنني رأيت ( الديوات الاربعة ) الملونين ، وحوش مخيفة بأربعة أشكال ، الديو الاحمر برأس واحدة وأربعة قوائم ، الديو الاخضر برأسين وست قوائم ، الديو الازرق بثلاثة رؤوس وثمانية قوائم ، اما الديو الاصفر فقد كان جالساً على الارض يلعق قائمته اليسرى ، اقتربت منه ونظرت الى أظافره فأذا بها مصنوعة من ( اللقو ) النادر الوجود الذي لا يمتلكه سوى الالهة ولم تقع عليه عين انسان ، قربت أصابعي من قدم الديو ففتح عينه اليسرى وتأملني لوقت طويل وكأنه يريد أن يتذكرني ثم نطق وقال .
- الهنوف .. أنا انتظرك منذ زمن طويل ؟
داخلني الرعب فتلفت من حولي .
قال - الهنوف .. لا تخافي مني .. اقتربي ؟
لم أقترب منه كثيراً ، قلعت اظفره بسرعة وبلعته ، ثم قلعت اظفر الديو الازرق ووضعته بجيبي وخرجت من القاعة أركض ، عند الباب وجدت الحصان الاسود المجنح بأنتظاري فأمتطيته فطار بي حتى أخرجني من النفق .
حينما خرجت من النفق أنهار وأغلق خلفي ..
وجدت برهم الساحر ينتظرني وسط الدائرة ، تبسم بخبث حالما رآني فناولته الظفر الازرق .. حينما رآه جن جنونه فثارت العواصف والغيوم وابرقت السماء ، امسكني من رقبتي وطار بي الى السماء السابعة ، يريد ان يلقي بي الى الارض فأموت . قال والزبد يتطاير من فمه .
- الم أقل لك يا قحبة اجلب لي الاظفر الاصفر ؟
قلت وانا أصارع الموت - انه الاظفر الاصفر يا برهم ، لكن لونه تحول الى الازرق بفعل ضوء الشمس .
القى بي برهم الى الارض ، لكنني كنت قد تعلمت الطيران ، فحلقت كحمامة بالفضاء ، فتحول برهم الي صقر ولاحقني وعيناه تقذفان الصواعق والشرر ليحرقني ، فتحولت الى ( سمندر ) بجناحين لا تؤثر بي النار حتى نزلت ووقفت على الارض .
امسكني برهم وأعادني الى الكوخ لاكون عبداً له أخدمه وأخلط سمومه .
تنهد قمر الزمان واستل سيفه وقال .
- سأقتل برهم الساحر !

( الليل بارد وطويل .. سأذهب لاحتطب وحينما أعود سأكمل الحكاية ) ..

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق