احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

السيف والعصا - ٥

5

قال قمر الزمان وهو يستل سيفه - سأقتل الساحر برهم ؟
وتقدم خطوات ناحية الكوخ الذي يعيش به ذلك الساحر القوي والماكر والعنيد ، لكن ( الهنوف ) امسكت بأذيال فتاها الحبيب ورجته قائلة .
- مهلك يا قمر الزمان ، مهلك ياحبيبي ونور عيني وخفق فؤادي ، هل تظن أنك ستقتل ( برهم ) بهذا السيف وحده ، لا يا حبيبي ان الف سيف غير قادرة على إزهاق روحه فتأمل .
قال قمر الزمان - سأحتال عليه وأقتله ، سأتسلل لمهجعه حينما ينام وأغرز سيفي بقلبه وأخلص العالم من شروره .
انبرت الهنوف قائلة - وهل تظن أن برهم ينام أو يغمض له جفن ، لو كان ينام لقتلته بيدي .. انه يا سيدي محروس بدائرة مطلسمة وحول تلك الدائرة وحوش وسباع وغيلان وهولات وديوات ، كما أن هناك من يوشوش باذنه وينقل له الاخبار من أصقاع الدنيا ، انه تابعه الخبيث والقوي والجبار ، ( سمسم ) ، فاذا أردنا الوصول الى برهم علينا بتابعه سمسم .
قال قمر الزمان - ومن هو ( سمسم ) ؟
قالت الهنوف - تعال واجلس بحضني يا حبيبي ونور عيني وسأحكي لك عن سمسم .
وضع قمر الزمان رأسه بحضن الهنوف وانصت لها .
قالت - بعد ان أعادني الساحر برهم الي الكوخ ثانية ، أخذ بتعذيبي وتجويعي وتعليقي بالسقف ، وحينما اكتفى واصابه الملل من ذلك عمد الى تكوين وتخليق وحش بهيئة غزال ليراقبني ويمنعني من الهروب ، جمع مادة ذلك الغزال من جلد الارول ومن عظام الهدهد ومن دم الافاعي وأظلاف الخنازير ، وضع مادته في كيس من جلد ساحرة شريرة ، ثم سرط الكيس بما فيه ، بقي الكيس بمعدته لشهور حتى تقيأه على شكل غزال بري فاتن أخضر بلون العشب ومبقع بالبياض لا يآكل ولا يشرب ولا ينام ، لكنه ضعيف جداً أمام حبات السمسم ، بمجرد أن تصرخ سمسم يأتي اليك يشمم ثيابك بحثاً عن تلك الحبوب . 
قال قمر الزمان - وما هو السمسم ، لم أر أو أسمع بحياتي بالسمسم ؟
أجابت الهنوف - ولا أنا أيضاً ، لكنني حينما كنت اميرة في قصر أبي الملك سمعت أن البحارة والمغامرين كانوا يجلبون حباته من الاراضي الحارة حيث ينبت هناك بكثرة .
فاذا استطعنا الحصول على قبضة من السمسم نستطيع قتل الوحش سمسم ؟
فجأة خرج من بين عرائش الاشجار ، غزال جميل المنظر زاهي الالوان وحشي النظرات خبيثها ، مد قرنيه العظيمين بعيني قمر الزمان وقهقه قائلا .
- يا للعاشقين الظريفين ، يا للولد الشقي والحلو ، قل لي يا حلوي من أنت وماذا تفعل في مملكة الساحر العظيم برهم ؟
آمسك قمر الزمان بقرني الوحش الفاتن وأبعدهما عن عينيه وتلاوى معه ، دخلا بصراع مرير وعنيف ودامي ، لكن قرني الوحش كانتا أمتن وأصلب من ذراعي قمر الزمان وسيفه ، فغلبه وطرحه أرضاً وبرك فوقه ليغرز قرنيه بقلبه .
طار لب الهنوف حينما رأت الغزال في طريقه لقتل حبيبها فزعقت .
- سمسم .. سمسم ؟
التفت الغزال ناحية الصوت وقد أخذته اللهفة وسال لعابه وأرتخت قبضته من على الصبي وأفلت خناقه وأراد التوجه ناحية الهنوف ليأكل من يدها السمسم ، فعالجه قمر الزمان بطعنة في بطنه ثم وثب وقطع عنقه الشرير بضربة سيف .
جلس الولد والبنت قبالة بعضهما وبكيا من الفرح ، من الخلاص من ذلك الوحش فقال قمر الزمان 
- أصبحت الطريق سالكة ، لم يبق علينا سوى قتل الساحر بعدما قتلنا عينه وشيطانه .
قالت الهنوف - علي مهلك يا حبيبي ، برهم الساحر لا يقتل بسيف .
- بماذا يقتل اذن ؟
- الحديد لن يؤثر بجسده ، السيف العادي الذي تحمله لن يخترق جلده ولن يخدشه .
- وما الحل ؟.. سيعرف برهم بموت سمسم وسيأتي للبحث عنه ؟
قالت - اقطع قرني الغزال وأجمع كفاً من دمه والحقني ؟
فعل الولد مثما طلبت منه الهنوف ، فقطع قرني الغزال وجمع بعضاً من دمه ولاحقها وهو متعجب قالت - سنزرع القرنين ونسقيهما بالدم وننتظر ليلة ونرى ماذا سينبت ؟
قال - سيكبر القرنان طبعاً .
قالت وهي تبتسم - في مخدع برهم الساحر ذرات من ( الليق ) ، مادة عطرية تستخرج من عصير ( البقطم ) وتخلط بالزرنيخ والبابونج والزئبق والسباخ ثم تجفف تحت قمر نيسان مع ترديد 
( زيج ) سري الزيج يقول .
( بقطم في الشاش يناش .. بقطم برطم في الطوطم ) عشر مرات .
سأذهب الى الكوخ وأجمع ذرات ( الليق ) فأبق مكانك وراقب القرنين ، ابعد عنهما الحشرات وكلما أصابهما الجفاف ، ردد هذا ( الزيج ) ؟
( أيا جون سلمكي ، حرك احباب الحرمكي ) !
فيذهب عنهما الجفاف 
هز الولد رأسه بالموافقة وأخذ يردد ( أيا جون سلمكي ، حرك أحباب الحرمكي ) .
ذهبت الهنوف وتسللت الى الكوخ ثم الى مخدع برهم الساحر ، فرأت ذرات ( الليق ) تدور في فضاء المكان ، فعمدت الى اخراج لسانها الحلو ، فتجمعت ذرات الليق على حوافه والتصقت به ، عادت الفتاة حيث وجدت حبيبها يراقب القرنين ويردد الزيج السحري وحينما رآها قادمة قال .
- هل حصلت على الليق ؟
قالت - نعم .
قال - أين هو ؟
- أزرع القرنين واسقهما بالدم وقبلني ومص لساني وخذ من ريقي رضاباً واسقي بهما نبتتك ؟
فعل الفتي مثلما أخبرته وزرع القرنين وسقاهما بدم الغزال ثم التفت ناحيتها والتصق بها حتى أصبحا كأنهما كائن بظهرين ، مص ريقها الحلو وسقى ما زرع ..

( الليل طويل وبارد .. سأذهب لاحتطب وحينما أعود سأكمل الحكاية ) .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق