من اناالسيف والعصا - ٦
نما القرنان بسرعة ، نبتا على شكل سيف وعصا ، فأخذ قمر الزمان السيف وأخذت الهنوف العصا وتوجها ناحية كوخ الساحر برهم .
في داخل الكوخ كان برهم منشغلاً بتركيب ( زيج ) وجده صدفة عالقاً بورقة صفصاف ، مع ( وفق ) مطروح منذ زمن طويل وسط كتبه ، ركبهما مع بعض وأخرج منهما تعويذة سحرية اذا القيت في وجه شخص تحول الى حجر .. شعر برهم بأقتراب الاقدام من كوخه ، ميز وقع قدمي قمر الزمان وعرف أن هناك غريباً يرافقها وهو في طريقه لقتله .
انزوى الساحر خلف قواريره ومحاليله وهو يمسك بيده التعويذة الشريرة .
قفز قمر الزمان الى وسط الكوخ ممسكاً بيده السيف السحري يبحث عن برهم فرأى عينيه من خلل القوارير الزجاجية تلمعان بالشرر ورأى ذرات لامعة غمرته من رأسه حتي أخمص قدميه وحولته الى تمثال حجري .
اما الهنوف قفد تجمدت في مكانها من هول المنظر وسقطت العصا من يدها وهرعت لحبيبها لتنقذه فأصطدمت بهيكل من الصخور وأغمي عليها ، حملها برهم وطار بها الى جبل ( قاف ) وتركها هناك تقوم على خدمة جني أسود الى يوم يبعثون ..
....
قالت قمر الزمان - هذه حكايتي كلها منذ خرجت من المنزل حتى أتيت أنت وأنقذتني من العبد وخلصتني من السحر الذي ركبني .. الان أحكي لي حكايتك يا سيدي ؟
قلت وقد أخذني العجب مما مرت به تلك الاميرة من أهوال .
- أنا يا سيدتي مخلص باشا أفندي ، أعمل صياداً وقد كلفني الملك ( البهبهان ) أن أجلب له السيف والعصا ، وقد أرشدتني جدتي ( السندان الحديدي ) الى مكانك قالت لي ، ان الهنوف هي من تدلك على مكانهما .
قالت الهنوف - نعم سأدلك عليهما ، لكنني لن أذهب معك ، فأذا رآني برهم الساحر هذه المرة لن يرحمني .. سيقتلني حتماً .
رسمت لي خارطة تقودني من جبل ( قاف ) الى كوخ الساحر وأعطتني ثلاث كرات صغيرة ملونة الاولى اسمها ( شكم ) والثانية ( بكم ) والثالثة ( لكم ) وأخبرتني بأنهن ثلاث أخوات من الجن سيساعدنني في مواجهة برهم .
شكرتها وقبلت يديها وركبت ( الكوكو ) واتجهت ناحية الكوخ ، طرت مسافة طويلة استمرت لايام وليالي حتى حط بي الطائر قرب كوخ منعزل ينبعث منه ضوء فانوس ضعيف .
قالت ( شكم ) - في الكوخ ببغاء ، خذ لساني وحادثه .
قال ( بكم ) - اسكتي يا ( شكم ) فضحتينا ، انه ليس ببغاء .. انه رجل .
قالت ( لكم ) - اسكتن يا بنات ، سأذهب لاتأكد بنفسي ؟
تدحرجت الكرة ناحية الكوخ ، دارت من حوله ثم دخلت .. بقينا ننتظر لدقائق فلم ترجع .
قالت ( بكم ) - تأخرت كثيراً ( لكم ) ، سأذهب بنفسي لابحث عنها ؟
فعلت فعل أختها ولم ترجع أيضاً .
قالت ( شكم ) - يا للبنات الشيطانات ، تأخرن كثيراً .. سأذهب للتأكد بنفسي ؟
ذهبت ولم تعد أيضاً .
قلت محدثاً نفسي - لابد أن أولئك الساحرات الطيبات وجدن ما يغريهن في الكوخ .
تقدمت بحذر ناحية الكوخ وطرقت الباب ، فخرج لي ببيغاء زاهي الالوان طويل الذنب عظيم الجناحين والمخالب منتصب القامة .
تنحنح الببغاء وكشف عن ابتسامة خبيثة وقال .
- ادخل ايها الضيف الكريم .. ادخل ؟
دخلت الى الكوخ وتطلعت بأرجائه فوجدت الساحرات الثلاث جالسات وسط قدر ماء يغلي .
صرخن بصوت واحد حالما رأني .
- شكم ، بكم .. لكم !
أجاب الببغاء - سنتعشى بكم ؟
دار الببغاء حول نفسه وأخذ يذرع الكوخ جيئة وذهاباً .
قال وكأنه يحدث نفسه - عن ماذا يبحث السيد الصياد ؟
قالت شكم - انه يريد السيف ؟
قالت بكم - والعصا ؟
قالت لكم - من أجل البهبهان ؟
قلت وأنا أخرجهن من القدر الساخن وأخفيتهن بجيبي - أخرسن يا بنات ؟
قال الببغاء - أها .. السيف والعصا ! وهل تظن أن برهم الساحر سيعطيك أياهما من أجل سواد عيونك ؟
قالت البنات بصوت خفيض - أحذر يا باشا ، انه برهم ؟
تحرك الببغاء بخطوات عصبية وأخذ ينتفخ وينتفخ وينتفخ حتى اصبح عملاقاً وخرج منه صوت مخيف ودخان ورذاذ .
قفزت ( شكم ) من جيبي وأمسكت منقاره وربطته بحبل غليظ ، تبعتها ( بكم ) وربطت يديه ولحقتهما ( لكم ) وربطت رجليه .
أخرجت فأسي الرهيب وضربت أصبع قدمه فقطعته ، جن جنون الساحر فقفز من الالم قفزة كبيرة ، أرتفع الي السماء حتي لم أعد أره ، وأخذ بطريقه ( شكم وبكم ولكم ) !
بحثت بالكوخ فوجدت السيف والعصا فركبت ظهر طائري وعدت الي أرض ( البهبهان ) .
( لك رمانة ولك رمانة ولي القشور .. سأذهب لاحتطب وحينما أعود سأحكي الرحلة الثانية ) ..
اضافة تعليق