احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الامير ياقوت وتفاحة المجانين


عدنا الى كوخ العم مندي فوجدناه واقفاً أمام قدر نحاس كبير يغلي ، وهو يحركه بملعقة خشبية ، وحينما رآنا قال - هل أتيتم بما طلبته منكم ؟
قال ( قرندح ) - نعم يا عم .. قتلت الوحش وجلبت لك عينه وسنه .
أخذ العم العين والسن ووضعهما في القدر وقال -
- نحتاج الى نحاس ؟
لم يكن هناك الكثير من النحاس حولنا ، سوى ابريق العم وطشته والقوري ، جلبناها له فأضافها للخليط وبقينا ننتظر لساعات . هزّ العم رأسه وقال .
- هذا لا ينفع ، لا ينفع أبداً .. نحتاج الى تفاحة المجانين ؟
صرخنا بصوت واحد - تفاحة المجانين !
- نعم ، العين والسن والنحاس وحدهم لا يعطوننا ذهباً ، لابد من التفاحة ؟
قلت - أين نجد تفاحة المجانين ؟
قال - عند الامير ياقوت ملك البحار .. أذهبوا وإجلبوا لي تفاحة المجانين ؟
عاد العم الى خليطه الغريب ، يحدق به بأسف .
ذهبنا نبحث عن التفاح ، سألنا عابر يحمل على ظهر حماره سلال من التفاح .
- هل عندك تفاح مجانين ؟
قال العابر - عندي تفاح من كل الاشكال والالوان ، تفاح أحمر وأصفر وأخضر ، طري ويابس ، حلو وحامض ، لكنني لم أسمع بتفاح مجانين ، ربما تجدونه قريباً من ( الشماعّية ) ربما .
قالت امرأة تقود طفلاً - نعم ، سمعت أن هناك تفاح يصيب الانسان بالجنون .
قال عارف - التفاح أنواع ، هناك تفاح ينزل من السماء في ليلة معينة من السنة ، ولبعد المسافة ما بيننا وبين السماء يصاب التفاح بالدود فيفسد .. منذ مئات السنين وانا أبحث عن تفاحة غير فاسدة .
قالت عجوز - انها تفاحة واحدة فقط ، سميت بتفاحة المجانين لكونها تغري الشياطين التي تسكن الرؤوس بالخروج من مكمنها .
وصلنا الى البحر وكانت هناك سفينة تستعد للاقلاع .
قال ربانها - سمعت من حكايات البحارة أن مملكة الامير ياقوت تستقر في قاع بحرنا هذا ، بالقرب من جبل المرجان ، اصعدوا معي سآخذكم الى الجبل ؟
أبحرت بنا السفينة لايام عديدة حتى وصلنا الى جبل المرجان الاسود ، نزلنا هناك نحدق بالاعماق 
قالت الجنية وصال - سأغوص في البحر واستكشف الطريق ثم أعود لكم .
قال قرندح هازئاً - لن تسبقني جنية بنيل هذا الشرف .
ثم قذف بنفسه الى الاعماق ، لحقته الجنية فبقيت وحيداً ، ترددت قليلاً ثم قفزت خلفهما ، يا للجمال والسحر يا للخلائق الملونة التي أنستني الهواء ، رأيت كباش ونعاج البحر تتناطح فيما بينها ، رأيت أسماكاً بحجم العجول وبأشكال الاسود ورأيت حيتاناً بأمكانها ابتلاع مدينة كاملة ، رأيت قصراً كبيراً داخل فقاعة هواء هائلة وبداخل تلك الفقاعة حوريات يمشين على شكل جوقات ، منهن العاملات والخدامات والمحاربات ، نظرن لنا باستغراب وتقدمت أحداهن وقالت .
- الى أين أنتم ذاهبون ؟
قلت - نبحث عن الامير ياقوت ، جئنا نطلب منه تفاحة المجانين ؟
قالت - وماذا جلبتم له من ارضكم ؟
بحثت في جيوبي عن شيء ، فلم أجد سوى خيوط قطنية وبراغي وبقايا نمل وقصيدة كتبتها في وقت فراغي عن حبيبتي ( عياشة ) .
نظرت الحورية الى ثروتي وقالت - هذا لا ينفع ، لا ينفع .
بحث قرندح في جيوبه فأخرج مخلب عقاب وذيل ابن عرس ودبوس ينبش به اسنانه وريشة كتابة يدون بها مذكراته .
قالت الحورية - هذا لا ينفع ، لا ينفع .
أخرجت وصال من خباياها علبة تجميل تجعل الشفاه حمراء والشعر الوان والخدود رمان والاثداء بصلابة الفنجان والسرة بعمق الاستكان والمؤخرة سفينة وسط مهرجان والافخاذ عمدان والاقدام خفان والاصابع ترتجفان .
تجمعت الحوريات حولها وأخذهن يتقافزن من الفرح والطرب والسرور ، جربن تلك الالوان والمواد السحرية ، بعضهن أصبحن ك ( الكاوليات ) ، وبعضهن صرن حسناوات .
قالت كبيرتهن - سنخلب لب الامير ياقوت .
دخلنا القصر ، فأذا هو كالبطيخة المفرغة حيطانه من المرجان والياقوت والزمرد ووسطه يجلس الامير ياقوت وأمامه صحن مليء بالتفاح اللامع .
اندهش الامير ورفع حاجبيه حينما رآنا قادمين تحف بنا حورياته الملونات ، أخذ يوزع نظراته فيما بيننا وبينهن وقال - هربت من الانسان الى قاع البحر وها قد جاء خلفي .
قلت - يا سيدي الامير ليس كل الناس سواء ، منهم الطيب والخبيث والشرير والمسالم والحكيم والشجاع والجبان ، ونحن من سلالة طيبة .
قال ياقوت - وماذا تريدون ؟
- نريد تفاحة المجانين .
ضحك الامير ياقوت بصوت عال - تفاحة المجانين ، مقابل ماذا ؟
انبرى قرندح وأشار ناحية وصال - مقابل هذه الجنية ؟
ضربته وصال على صدره فدخلا بعراك وصياح .
قال - لا أريد المزيد من النساء .. قدموا لي شيئاً مفيداً ؟
بحثت في جيوبي ثانية فوجدت صبغ أحذية وشاقول ومسمار سحر وبيضة كرسوع .
قال - أرني البيضة ؟
أعطيتها له فقلبها بين أصابعه ، قربها من أذنه وهزها بعنف وضربها بجبهته فتكسرت وخرج منها كرسوع أخذ يصيح ( عاش ياقوت .. عاش ياقوت ) .
تبسم الامير ووضع الكرسوع على كتفه وأشار الى صينية التفاح وقال .
- انها في هذه الصينية ، احسنوا الاختيار ؟
كان عدد التفاح كبيرا وبكل الاشكال والالوان فأصابتني الحيرة وبقيت انظر وأتدبر .
قال قرندح وهو يشير الى التفاح - حديه بديه ، ناصر ديه ، شد الكوره عالزنبوره ، بنات الباشا شد الشاشة عالمنگاشة .. طاخ طيخ .
امسك بتفاحة لؤلوية كبيرة الحجم وقضمها بعنف .
صرخ من شدة الالم ، ألم تحطم أسنانه من شدة القضم وأخذ يتقافز داخل القصر ويولول .
- أسناني .. آه يا أسناني .

( الليل طويل وبارد .. سأذهب لاحتطب وحينما أعود سأكمل الحكاية ) ..
هذه الحكايات متداخلة بعضها بالبعض الاخر ، أحياناً الترقيم لا ينفع لكنني مجبر على وضعه .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق