احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الامير ياقوت وتفاحة المجانين ٢


زعق الامير ياقوت بصوت مخيف .
- خطأ .. خطأ ، أخطأتم الاختيار وحلت عليكم اللعنة والدمار .
أحاطت بنا عساكر الحوريات المقاتلات من كل جانب .
- أوثقوهم ، اربطوا أيديهم ، لا تدعوا أحداً منهم يفلت ؟
جردونا من سلاحنا وربطوا وثاقنا فقال قرندح .
- ايها الامير ، لا تكن سبباً بتدمير مملكتك فأنت لا تدري مع من تلعب ؟
نهض الامير من كرسيه والتقط تفاحة من الصينية وقربها من منقار طائر ( الكرسوع ) ، نقرها الطائر عدة مرات فتغير لونه وشكله وتضخم عشرات المرات وحلق بفضاء القصر .
قال الامير مخاطباً الكرسوع - اذهب الى الوحش ( محفوظ ) وأخبره بأن يجهز النار والحطب ، يجهز مائدته فالليلة سنرسل له لحماً ؟
شهقت الجنية وصال وقالت - سنصبح عشاءاً للوحش محفوظ .
قال قرندح هازئاً - من يكون محفوظ هذا ؟
قال الامير - اذهب ايها الطائر وبشّر الوحش المحفوظ ؟
دار الطائر عدة مرات في القصر وخرج لا يلوي على شيء .
أكمل الامير ياقوت - خذوهم والقوهم في المتاهة ، فهم لم يحسنوا الاختيار ؟
أخذتنا الحوريات المقاتلات الى خارج القصر ، حيث وجدنا عربة بشعة مصفحة مربوطة اليها المئات من أفراس البحر ، وضعننا في تلك العربة التي شقت ذلك الليل البهيم .
بكت وصال وسالت دموعها على خديها وأخذت تؤنب قرندح على تهوره واستهتاره ، خفض قرندح رأسه وشعر بالذنب الكبير ، أما آنا فقد كنت مشغول البال ، شارد الذهن لا أعرف ما أفعل للتخلص من هذه الورطة .
وقفت العربة أمام باب حديدي عظيم الحجم ، كبير الاقفال ثقيل السلاسل ، يقف على بابه سجان من جنس المردة العتاق ، أسود الوجه والاسنان ، كبير الرأس واليدين وكان يجلس على كرسي مصنوع من عظام البشر . نظر لنا بغير اهتمام ، قرقعت مفاتيحه وأصدر الباب الحديد صوتاً مرعباً انخلعت له قلوبنا ، انفتح الباب على دهليز مظلم .
ضحك المارد وهو يدفعنا الى الداخل وقال - هيء هيء .. وداعاً يا أولاد .. هيء هيء .
قال له قرندح - على الاقل فك وثاقنا يا عتيق ؟
أجاب المارد - هيء هيء ، سأفك وثاقكم ، محفوظ لا يحب أن يطارد فرائس مقيدة ، هيء هيء .
فك وثاقنا واعطاني خارطة ، كما أعطى لوصال فانوس وزاد قليل وأعطى لقرندح فأس برأسين . ثم أغلق الباب وراءنا وهو يضحك .
قفز قرندح وسط الممر المظلم وهو يمسك فأسه ويزعق .
- محفوظ .. محفوظي تعال العب معي ؟
انتظرنا لدقائق فلم يظهر لنا شيئ ، فرشت الخارطة ونظرت بها علي ضوء الفانوس فأصابني العجب ، وجدت أن الممر يقود الى ممرات لا متناهية كلها تنتهي عند بقعة صغيرة ومضيئة بداخلها شيء يتحرك بهياج .
ردد قرندح - تعال يا محفوظ ، عشاؤك جاهز ؟
قالت الجنية وصال - سمعت من أبي الملك ( حلبو ) أن هذه المتاهة لها بداية وليس لها نهاية ، تبدأمن هذا الباب وتنتهي عنده ، بناها سيدنا الملك سليمان ليحبس بها الجن والمردة الخارجين عن طوعه ، ووضع بداخلها ( محفوظ ) . وحش كريه له جسد ثور وأجنحة عقاب ومخالب أسد ولسان شاعر .
أجاب قرندح - لو كان سليمان بداخل المتاهة سأقتله ؟
ردت وصال - أخرس يا جربوع ، تقتل من وانت بحجم نصف رجل ؟
- الرجال لا تقاس بالاحجام يا امرأة ، الرجال بالافعال .
سرنا بداخل الدهليز نهتدي بضوء الفانوس الضعيف ، صادفتنا عظام بشر وجماجم متناثرة ، صادفتنا قماقم مختومة بختم الملك سليمان ، بعضها مكسور وبعضها الاخر سليم .
قالت الجنية - حاذروا هذه القماقم ، لا أحد يعرف ما بداخلها ، ربما وحوش عتيقة أو مردة أو جن غير صالح ، اياكم لمسها أو كسر احداها ، فقد أخبرني ابي أن سليمان الملك كان يحبس أعداءه بداخلها ويختم عليها .
تبسم قرندح ابتسامة شريرة وحمل واحداً منها ودسه تحت ثيابه وركض قدامنا وهو يضحك .
زعقت وصال - لا تفعل ، لا تفعل ؟
مشينا لعدة أيام وليال نهتدي بضوء الفانوس فلم يصادفنا شيء سوى شجرة عملاقة تعيش في الظلمة تقتات على الهوام الضوئية ، جلسنا تحتها لنلتقط أنفاسنا .
صدر صوت عميق وقديم من داخل الشجرة .
- من أنتم يا أولاد وماذا فعلتم حتى غضب منكم الملك سليمان ورماكم بهذه الداهية ؟
أجاب قرندح - ماذا تقولين يا جدتي المخرفة .. سليمان مات منذ الاف السنين ؟
أجابت الشجرة - حقاً مات الملك العظيم سليمان ؟
قالت وصال - نعم ايتها الشجرة الكريمة ، نحن الان في عصر الامير ياقوت .
ضحكت الشجرة - ياقوت المهرج الشرير صاحب بستان التفاح السحري ؟
- نعم يا جدتي هو من رمانا في هذه المتاهة ؟
صمتت الشجرة وغالبها نعاس طويل .
توسلنا بها أن تستيقظ ، هزينا أغصانها اليابسة الميتة وضربها قرندح بفأسه بعنف عدة مرات ، ففتحت فمها وقالت وهي تتثاءب .
- اسمعوا يا أولاد ، سيدركني النعاس سريعاً وأنام ثانية ، قد لا استيقظ ، وكل ذلك بسبب أقوام من ( الدبوس ) استوطنوا داخل جذعي وامتصوا رحيق الحياة مني ، فاذا استطعتم هزيمة اولئك الاشرار وطردهم من داخلي سأساعدكم ؟
نامت الشجرة المعمرة اليابسة ثانية وأخذت تشخر وتشخر .
درنا حولها فوجدنا حفرة كبيرة داخل جذعها المتآكل ، وتلك الحفرة تمتد من اسفلها الى قلبها ، وعلى طول الطريق يقف نمل أسود ضخم الحجم بشع المنظر قوي الساقين كبير العينين واسع الفم يحفر بالجذع ويأكله .
هجم قرندح على نمل ( الدبوس ) وهو يزعق ، لكن النمل لم يأبه لصراخه ولم يخف منه بل اصطف على شكل حائط وأشهر مخالبه بوجهه وهو يصدر أصواتاً مبهمة .
صرخت بقرندح - قف ايها الاحمق .. انتظر ؟
لكن بعد فوات الاوان ، اشتبك قرندح بأقوام الدبوس الذين أحاطوا به من كل جانب وقفزوا داخل جسمه وتحت ثيابه وأخذوا يقرصونه بعنف وهو يتقافز ويصرخ من الالم ، أثناء تقافزه سقط منه القمقم السحري الذي حمله فانكسر وخرج منها دخان كثيف .
جدتي السندان الحديدي تقول ( امشي على النويص ولا تمشي على البصيص ) !
ضاع منا قرندح وسط الدخان والنمل فلم نعد نره لنساعده .
زعقت بوصال - انقذيه يا بنت فأنت لديك اجنحة ؟
قالت وصال - وكيف أجده وسط الدخان ؟
- اصغي ل ( نويصه ) !
رفرفت وصال الجنية بجناحيها ودخلت وسط الدخان تهتدي بصراخ قرندح .

( الليل طويل وبارد .. سأذهب لاحتطب وحينما أعود سأكمل الحكاية ) ..

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق