احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

بنات نعش


حينما تنطق بكلمة ( ليل ) تقفز حول أذنيك مئات الحكايات ، حينما تنطق بكلمة ( سماء ) تتقافز أمام ناظريك ملايين النجوم وحينما تقول (الدب الاكبر ) تقفز أمامك سبع نجوم ، كنت أسميهن ( بنات نعش ) ، لا أدري من أين أتيت بتلك التسمية ؟
ربما من أمي أو من خالاتي .
كانت النجمات تبعد عن منزلنا مسافة لا متناهية بالنسبة لساقي القصيرتين النحيفتين ، ساقا طفل في التاسعة من العمر لم تعتادا الركض بعيداً عن المنزل .
كان لدينا حصان أحمر اللون .
لا أدري لماذا نمتلك ذلك الحصان وماذا نفعل به ؟
كنت أظن أن أمي تحلبه وتلقح به البقرات .. كنت أسميه ( الباشا ) .
كان يعرف أسمه .
يا باشا !
يبتسم لي حينما أناديه ويتكلم معي حينما أخاطبه .
قلت - هل رأيت ( بنات نعش ) ؟
قال - همم .. نعم نعم .
ذات مساء ، بعد العشاء قبل أن ننام قالت خالتي لطيفة مخاطبة أخواتها .
- رأيت جماعة يقودون هودجاً على بعير ، اتجهوا ناحية ( بنات نعش ) وأخذوا واحدة منهن ورحلوا الى عمق السماء . كانت البنت تبكي وتصرخ على فراق أخواتها .
بكت أمي ، بكت خالاتي .
نمن والدموع في مآقيهن .
كنت أحدق بالسماء ، أعد النجوم وأستمتع بالبحث عن ( بنات نعش ) ، أها .. ذلك الرجل هو ( نعش ) يركض في السماء قدام بناته الست ( هلالة وبلالة وحنونة وبزونة وعنونة ثم عروجة ) ، البنت ( عروجة ) تركض في آخر الركب ، أرفع اصبعي وأحركها ، أدفعها من ظهرها وأدغدغها وأضحك .
جاء الباشا ، برك بالقرب مني وقال .
- سمعت أن جماعة خطفوا واحدة من البنات ؟
قلت - أنا أيضاً سمعت ، لكن أنظر الى السماء انهن هناك ؟
رفع بصره وأخذ يعد معي - تلك هلالة وبلالة وحنونة وبزونة وعنونة .. أين ذهبت عروجة ؟
قفزت من فراشي وأمسكت بعصاي وهجمت على أشباح القافلة وأنا أصرخ .
- أعيدوا البنت المسكينة ، أعيدوا عروجة ؟
قال الباشا - هل حقاً تريد إنقاذ البنت ؟
قلت - نعم أريد أنقاذها .
- انتظرني قرب البئر ؟
لبست ملابس ثقيلة ووضعت عصاي تحت ابطي وذهبت ناحية البئر ، وجدت الحصان ينتظر هناك ، صعدت على حافة البئر وقفزت على ظهره ، ركض بي على مهل ثم تسارعت خطاه شيئاً فشيئاً حتى طار في السماء .. رأينا من بعيد البنات يبكين على أختهن الصغيرة .
كن جميلات جداً وحسناوات كصور الحوريات المرسومة على ( كنتور ) أمي .
قلت - لا تبكن يا بنات ، سأنقذ ( عروجة ) ؟
قالت أكبرهن - اسمها ( ست الحسن ) وهي أحلانا وأجملنا وأصغرنا ، أنها بمثل عمرك ؟
قال الباشا - من خطف ست الحسن ؟
قالت - الدب الاصغر ( ورور ) وأخوته .
أشارت بيدها ناحية البعيد - انهم يخيمون هناك قرب الجوزاء .
ركبت على ظهر الباشا وهجمنا على ( ورور ) وأخوته ، أخفناهم بصياحنا وشجاعتنا واقدامنا ، خافوا من عصاي وهي تنزل على ظهورهم الملبدة فهربوا لا يلوون على شيء تاركين خلفهم ضحيتهم المسكينة .
كانت ست الحسن تخفي رأسها بين ركبتيها وترتجف من الخوف وتبكي ، كانت حلوة وجميلة وغير عرجاء .
قلت - اصعدي يا ست الحسن وتمسكي بخصري ولا تخافي ؟
صعدت البنت خلفي وأحتضنتني ، شممت منها رائحة نجوم وفضاءآت غير متناهية .. أخذتها لاهلها وأخواتها ، وجدت أباها ( نعش ) يتمايز من الغضب وشارباه يرتجفان .
فرحت البنات بعودة أختهن الصغيرة والجميلة ، لكن الاب الحانق المسرع دوماً لهدفه .
قال وشارباه يرتجفان - هيا اسرعن يا بنات قبل أن يدركنا الفجر ؟
ركض بسرعة جنونية فلحقته البنات وهن يلوحن لي بآكفهن - شكراً لك ؟
قالت ست الحسن وهي تهرول خلف الجميع .
- شكراً لك يا ولد يا حلو يا حباب !

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق