احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

ويحا ويحا



يا سامع صوتي لا تلمني فقد ضاع مني عقلي ، لا تلم شيخاً هجرته شيخته ، فالشيخ رغم ركاكة عظامه وارتخاء سلطانه ووهن جنانه ، يبقى كالطفل في مظانه ، يعدو بين ذكرياته لا يعرف هل هي خاصته أم هي خبط عشواء جمعها من أفواه الرعاة والمارين والقربى ، لا تلمني حينما لا أفك لغزاً ولا أفقه أحجية ولا أغازل صبية ، روحي لا تهفو للصبايا الكواعب والغزلان النواهد ، روحي تهفو للحيزبونات القهرمانات المحنكات المجربات ، ينظرن لك ويهزن رؤوسهن ويتمتمن .
ربما غداً !
هذا ما أحبه .
شيختي استبدلتني بصبي أمرد أحص أملص ، يلمع كالفرفوري ويتقافز كالشاي في القوري ، ينطح كالكبش ويهرول كالمقش ويقص كالمقص ، طويل ونحيل كثيف شعر الصماخ خفيف السالفين نحيف الساقين خمص البطن عريض الصدر ، لو التقاه ابن هانيء أو ابن عاني لمات كمداً ، لكني الشيخ الوقور العفيف الرهيف حاولت أن أصلح ذات البين بيني وبين شيختي الحيزبون والصبي الحرون .
قلت - الدهر يومان ، يوم لك ويوم عليك .. لكما يوم ولي يوم .
وافق الشيطانان وهما يتضاحكان .
في يومي غسلت الصحون وطبخت الطبيخ ونفخت النفيخ ونتفت ما ينتف وحلقت ما يحلق ، جلبت الحطب واشعلت النار واشتريت المشروب والمشموم والمنقول وجلست بين الامرد والحيزبون .
قلت - أول ما نبدي وشنقول ؟
أجابا - الف الصلاة عالرسول .
اعطيت للصبي مشموماً كالمشروم وللحيزبون عرنوصاً كالبرنوص وأعطيت لي نبيذا ودخاناً وحسرة وغصة ، شرب الشيطانان وداخا وسكرا ورقصا وتبواسا وتماصصا ، فأختلط الامر علي وانا شيخ ضعيف البصر ركيك النظر ، مبربش لا أعمى ، كفاكم الله شر التبربرش ، مددت يدي فوقعت على الية مكتنزة وخاصرة مرتجفة ، فأوغلت ببحثي فأنا بدون خرائط ولا أدلة .
زعقت - يا رب الاكوان !
أجابا - يا مسير الاسفان !
صعدت الى أعلى فوقعت على حقل رمان .
فزعقت - يا فالق المرجان !
أجابا - يا مسكن الروعان !
صعدت الى أعلى فوقعت على رقبة كالمرمر كالقرميد كالزعفران .
زعقت - يارب العنفوان !
لم يجب احد منهما ، نظرت من حولي فوجدتهما ولا عجب قد استحلا يومي وأخذا نقلي وبقلي وناما على سريري واشتغل عكهما ودكهما .
ثارت ثائرتي وطفحت غيرتي واسترديت نظري وقويت شوكتي واستعدت غابر أيامي وانتفاخ أوداجي وانتعاض انساني ، فزحفت على يدي وركبتي واعتليتهما معاً وانا أردد .
ويحا ويحا .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق