احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

اخوية ماسون



حصلت على عمل ظريف في المعبد الماسوني ، أرهقني البحث عن عمل مريح ومجزي .
قلت لمدير المعبد اني من أصل يهودي من اليمن السعيد ، قدمت له باقة ( قات ) من أجل أن أثبت له أصلي وفصلي ، سألني عن أمي وجداتي وهو يلوك الاعشاب الخضراء باشمئزاز ، لم يقتنع بحكايتي كثيراً ، اسمي غير موجود في المركز اليهودي ، فأشرت الى أنفي المعقوف .
- انظر لهذا الانف ؟
قام من خلف مقعده ، أخرج عدة القياس ، أمسك أنفي بأطراف أصابعه وقاسه بدقة وهز رأسه .
- انه أنف عظيم ، يشبه أنف ( سالومي ) .
قلت - يشبه أنف شمشون .
ختم على أوراق تعييني باحتفالية وصافحني كأنه قلدني وساماً .
ثم أعطاني سطلاً ومكنسة وطلب مني أن أجعل الارضية تلهث .
مسحت البهو وصور هرتزل واديسون وانشتاين وعزرا پاوند ، مسحت علامات ورموز الماسونية المعقدة ( الشاقول والفرجال ) والدرجات الستة عشر ، ثم عدت اليه وقلت .
- أريد أن أنضم الى الاخوية ؟
تنحنح وهو يقيس جمجمتي وحجم مخي . 
قال - لا استطيع أن أبت بهذا الامر ، عليك بمقابلة ( القّيم ) .. تجده في البار المجاور .
مسحت كل الغرف والحمامات والارائك والمناضد ثم سلمته المكنسة والسطل وذهبت للبار المجاور 
وجدت القّيم يجلس على البار يتحدث مع أشخاص بارزين في المجتمع .
جلست الى جانبه ، نظر لي بطرف عينه ثم عاود حديثه بلغة منقرضة .
لكزته بخصره وقلت له وأنا أشير الى أنفي المعقوف .
- أريد أن أنضم الى الاخوية ؟
أمسك بأنفي وحركه لليمين والشمال وللاسفل والاعلى وقال .
- أنف ابن قحبة ، عريق كأنوف أجدادنا الحكماء الذين بنوا هذا العالم .. ما أسمك ؟
قلت - شفيق عدس .
رفع حاجبيه الى أعلى وقال - تقصد أنك من سلالة اليهودي العراقي شفيق عدس ؟
قلت - كلا ، نحن من عدس آخر .
قال - الاخوية لا تقبل تبرعاً بأقل من مليون دولار ، بكم تريد أن تتبرع ؟
وضعت يدي بجيبي وحسبت ما أملك من خردوات . 
قلت - كل ما أملك .
تبسم ثم تحدث مع الرجال البارزين بتلك اللغة المنقرضة . وطلب مني أن أذهب معهم .
مشيت خلفهم ودخلنا الى غرفة منزوية في أعلى البار .
أخرج أحدهم ( الشاقول ) وطلب مني أن أقف بشكل منتصب ، وضع نهاية الشاقول على قمة رأسي وتركه ينساب الى أسفل ، أهتز الشاقول قليلاً ثم استقر فاضحاً ميلان جسدي .
أخرج الثاني ( الفرجال ) ورسم دوائر متعددة على جسدي ثم على جمجمتي .
أخرج الثالث ( مسطرة ) وقاس حجم أنفي وفكي وأصابعي .
دخل ( القّيم ) الى الغرفة وأغلق الباب خلفه وتحدث مع الرجال بتلك اللغة المنقرضة .
التفت ناحيتي والابتسامة لا تفارق شفتيه وقال .
- لا أدري كيف حصلت على هذا الانف الفريد ، قليلون جداً في هذا العالم من يحملون مثل أنفك ، 
نريد تصويره ووضعه في المتحف وسندفع لك جيداً .
أخرج الرجال آلات التصوير وصوروه من كل الجوانب وبكل الوضعيات .. شعرت بالزهو والفخر ، ها أنا أخيراً سأصبح غنياً بفضل أنفي وسأنضم للاخوية وأصبح مشهوراً .
أخرج ( القّيم ) رزمة نقود ضخمة وأعطاها لي .
نظرت للنقود بدهشة فأنا بحياتي لم أمسك أكثر من مئة دولار .
جلست على الارض ونثرتها على رأسي وأنا أقهقه .
قال بمكر - سنعتبر هذه النقود دفعة أولى من تبرعاتك للاخوية ؟
ناولني مقشة وطلب مني أن أجمعها ، جمعتها وأنا اكاد أشهق من الخيبة والحزن ، وضعها بالخزانة وهو يردد - أنف فريد ابن قحبة !

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق