عشيقات من ورق
أنت لا تتحدث معي يا أخ ، أنت تبصق بوجهي ؟
أخرج لسانه ولعق شفتيه ثم أكمل .
تخيل نفسك محصوراً بخيمة لمدة خمس سنوات ، تعاني من كل شيء ، من الخوف والرعب والوحدة والوحشة والحر والبرد والهواء والعواصف .. تخيل نفسك في تلك الخيمة ، تعلق صورة ملونة لإمرأة جميلة ، تضاجع تلك الصورة خمس مرات في اليوم لمدة خمس سنوات ، ماذا سيحدث ؟
مسحت رذاذه المتطاير عن وجهي وحاولت أن أبتعد عنه ، لكنه إقترب مني أكثر .
- تخيل إن تلك الصورة فقدت ملامحها تماما من كثرة ما استخدمتها وتحدثت معها وزعلت منها ، تخيل انك تضاجع الفراغ ، تستمني على صورة بلا ملامح ، لكنها تبقى في قلبك ثم تصبح زوجتك ، نعم زوجتك الرسمية .. الا تصدقني ؟
- أصدقك ؟
- أنظر ، هذه صورتها ؟
لوّح لي بصورة امرأة ثم أخفاها بجيب بنطاله بسرعة .
- أنت لا تصدقني ، لكن هذا ما حدث .
واحد من أصدقائي ، أو أعدائي بالأحرى غافلني وسرق صورة عروسي ، لم أعرف من سرقها ، لكنني أجزم أنه هو ، ذلك الولد الأعرج القاموسي الذي يحب حفظ قواميس اللغات ، إعطه قاموساً وسوف لن تراه لأشهر ، بعدها يظهر وهو ينطق بلغة غريبة عجيبة .
كان يختلف لخيمتي ، ينظر لصورة عروسي بشبق ، أنا أعرف أنه يأتي من أجلها ، فأنا لا أحبه ولا أفهم شيئاً من لغاته المتعددة ، يجلس قبالتها ويصفن . يصفن على ملامحها الممحوة .
إختفت الصورة ذات يوم ، كدت أجن ، بل جننت حتى أوشكت على الموت .
حمداً لله ، أخرجوني من المخيم وأعطوني غرفة في حي الزنوج .
كان أول شيء فكرت به أن أنتقم لنفسي ولعمري الذي ضاع ، فكرت أن أنام مع أي قحبة تصادفني ، تهيأت تماماً لذلك الفعل ، وقبل أن أخوض مغامرتي الأولى ، سمعت طرقاً على الباب ، فتحته فوجدت الولد القاموسي ذاته يمسك بيده امرأة أعرفها .
إنها امرأة الصورة ، وهل لي أن أنسى من عاشرت لخمس سنوات كاملة ؟
لم يقل القاموسي شيئاً ، لم ينطق بكلمة غريبة لم أسمعها من قبل .
دفع البنت من ظهرها وأدخلها لغرفتي ثم ذهب دون رجعة ، لكن البنت بقيت تعيش معي .
ألا تصدقني ؟
مسحت رذاذه المتطاير عن وجهي ودخلت في واحد من أزقة الزنوج .
اضافة تعليق