انتظار
في الطريق أخذ يحدثني عن خمس نخلات زرعها أبي في أرض سبخة ،
قال - لم تكن الأرض سبخة في ذلك الوقت .
نظر بعيني ثم أشعل سيجارة ، أخذ منها عدة أنفاس وقدمها لي .
كانت عيناه تخفيان غضب مكبوت وكان الطريق الريفي يتعرج ويمر بين بساتين نخيل محروقة .
قال - هل تدري أن بعض النخيل يثمر حينما يحرق ؟
وصلنا الى البقعة التي تضم نخلات أبي .
قال بأحتفالية - هذه هي نخلاتك ، ثم تبسم بخبث وأكمل .
- وهذا بيتك ؟
أشار الى بيت مهدم يحوي ثلاث غرف طينية .
جلست على الحصيرة حينما غادر ، رأيته يختفي مع الغبار الذي أحدثته عجلات سيارته .
كنت أحمل معي كتاب أجلت قراءته طويلاً .. فتحت الكتاب على الصفحة الأخيرة ، كانت القصة تتحدث عن مجموعة من اللصوص يبحثون عن بيت ، بيت خال من الآثاث ، ليس به سوى حصيرة .
كنت متأكداً بأنهم في النهاية سيجدون البيت .
أخفيت ساعتي الثمينة التي ورثتها من أبي وحافظة النقود تحت الحصيرة .
كان عددهم خمسة لصوص ، لم يصفهم الكاتب ولم يضع لهم أسماء ، مجرد لصوص أشرار .
أجلت كثيراً قراءة نهاية حكايتهم ، كنت أريد لهم أن يقعوا على ما يبغون قبل أن أباشر القراءة .
لم أكن أريد لهم أن يفشلوا بمهمتهم .
تناهبت عيناي السطور الأخيرة من القصة ، ذكر الكاتب أنهم في طريقهم الى بيت مهدم تنتصب عند مدخله خمس نخلات .
اضافة تعليق