احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

كتاب الدموع



الحياة تخبيء الكثير من المفاجاءآت ، كما أنها تخبيء الكثير من الأحزان خاصة لشخص مثل ( مازن ) ، فهو جاء من عائلة فقيرة ومعذبة مات معظم إفرادها شنقاً أو رمياً بالرصاص حتى أنه لم يستطع أقامة الفاتحة على أرواحهم ، أو سماع كلمة طيبة عنهم ، سواء من جيرانه المذعورين من بطش السلطة أو من ( القوّالات ) اللواتي كن يذكرن محاسن الجنود القتلى في الحروب العديدة التي كان يخوضها وطنه .
تفاقم حزنه حينما أعدم أصغر أخوته فوجد نفسه وحيداً تماماً ، هجره أصدقاؤه وجيرانه وهجرته الدموع أيضاً فما عاد يبكي ، أحزنه هجر الدموع له أكثر من هجر وخذلان الناس ، فراح يبحث عمن يستحثها له .
لاحق مواكب الجنائز الرائحة للنجف حيث المقبرة العظيمة ، لاحق ( القوّالات ) من مجلس لآخر واستمع لقصائدهن المحزنة عن قتلى الحروب ، لكن الدموع لم تطفر من عينيه .
ذات صباح حينما كان يدور حول ضريح الإمام المقدس شاهد واحدة من ( القوّالات ) تفترش الأرض ، عرفها من حزن عينيها ، فجلس قربها وأسر لها بحكايته .
أخبرته العجوز وهي تتلفت من حولها بحذر ، انها غير قادرة على مساعدته خوفاً من عيون السلطة ، لكنها ستساعده في تعلم إستجلاب الحزن .
مقابل عدة دنانير علمته كلمات محزنة وأخرى مقدسة . ثم أسرت بأذنه .
- مقابل دينار واحد أضافي سأعطيك كتاب ( النواعي ) الخاص بي .
أخذ الكتاب وجلس في ( الحضرة ) قرب ضريح الإمام وأخذ يقرأ .
سالت الدموع من عينيه بغزارة ، كأنها كانت تنتظر تلك الكلمات لتنهمر ، شعر براحة كبيرة فقام من مكانه بعد أن أخفى الكتاب تحت السجاجيد الثمينة ، فالكتاب الذي أبكاه لن يكون قادراً بعد ذلك على إبكاء أحد .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق