احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

كرخانة العالم

أعيش في كرخانة قديمة جداً ، كرخانة عمرها أكثر من خمسمئة عام .
- تعال هنا يا خاروف ؟
- ليس هنا يا عتل ؟
الكلمات تتغير بشكل عجيب ، والجمل ، آه الجمل ، تصبح مباراة فظيعة للبذاءة والسباب .
أنا أيضاً أستطيع أن أكون بذيئاً جداً .
ما تعلمته في طفولتي هناك ، يجعل من أبناء ( الگتو ) يرتجفون من الغضب . لذلك فهم يحاولون أن لا يثيرون حنقي تماماً ، يعرفون سلاطة لساني حينما أغضب .
الكرخانة ، تتكون من منزل بثلاثة طوابق ، الطابق الأول يدرس به اللاجئين المبتدئين القادمين من كل أصقاع الأرض ، يتلقون به دروساً باللغة ، لغة الشارع وما يلحقها من شتائم ولعنات مبتكرة .
مدرس الطابق الأول ، أستاذ اللغة مستر ( جف ) وهو رجل في السبعين من عمره ، طويل القامة كعير منتصب ، له عينان عمشاوان وحواجب متهدلة كأثداء عاهرة قديمة ، وهيئة قواد مفلس .
قال وهو يبحلق بوجوهنا الخالية من البراءة .
- اسمعوا يا بول الثيران وخراء البزازين ، اذا لم تجتهدوا بدروسكم وتتعلموا جميع الشتائم ، فستصبحون فاشلين ومكفخة للشرطة والقانون ؟
- سنتعلم ، سنتعلم .. يا مستر جف ؟
قال وهو يلوي فمه الذي يشبه بئر بصاق .
- حاولوا أن لا تتعلموا فقط ، بل آريدكم أن تصبحوا مبدعين حتى تنتقلوا للطابق الثاني .
- ماذا في الطابق الثاني من خراء ؟
أجاب - أفضل أخوات القحبة يدرسون هناك ؟
وقفت تحت السلم أنتظر مقابلة واحد من طلبة الصفوف العليا ، نزل شاب شاحب الوجه ، أثقلت روحه سيول الشتائم .
قال وهو يدفعني - إبعد طيزك عن طريقي ؟
تنحيت عن طريقه .
تبسم الولد الشاحب وتطلع بي من فوق الى تحت ، وقال .
- هل تريد الصعود لإبن القحبة الطابق الثاني ؟
قلت - نعم .
قال - الحقني ولا تحاول أن تجعل من روحك طيزاً ذكياً ، كن نفس الخراء الذي إعتدت أكله حينما هربت من حفرة الخراء وطنك ؟
قلت - وطني ليس حفرة خراء يا إبن القحبة ، انه مهبط الأنبياء .
أجاب وهو يقهقه - إنجب .. أكل خره ؟
كل القتلة القذرين والساديين الهمجيين جاءوا من حفرة الخراء وطنك .
وقفنا نتطلع بوجوه طلبة الطابق الثاني المبدعين .
قال - أقدم لكم رفيقنا الموهوم ، يقول أنه من أرض ولد القحبة الأنبياء ، ماذا تقولون له ؟
قالت فتاة بوسنية بغنج ظاهر - هل هو سمكة جديدة ؟
ردت فتاة اسبانية - ميرا ، لا تكن سخيفاً ، أرنا مواهبك ؟
قال رجل أحمر الوجه ضخم الجثة ، حدست انه من روسيا .
- علمنا شتائم النغولة أنبياؤكم ؟
مددت يدي بجيب معطفي وأخرجت نسخة صغيرة من القرآن ، حصلت عليها حينما كنت لاجئاً في السعودية وأخذت بتقليبها ، بحثاً عن آية تفحمهم .
تجمعوا حولي وقد أخذتهم الدهشة من زخرفة الكتاب .
قال الروسي الضخم - يا للخراء المقدس ، انه فعلاً خراء جيد ؟
قال الولدالشاحب - هذا الرجل القذر ، لغته قديمة وقحبة ، تشبه لغة الأتراك النغولة .
قالت الاسبانية الشرموطة الضئيلة - ميرا ، اقرأ لنا شيئاً من بول ثوركم المقدس ؟
قلت وأنا أتعزز عليهم - لا أستطيع ، يدي غير نظيفة ، وهذا الكتاب نظيف .
ردت الاسبانية - ميرا ، لماذا غير نظيفة ، هل كنت تلعب بعيرك الخائب الرجا ؟
- اقرأ .. اقرأ يا بغل ؟
قرأت بصوت عميق ، آت من محاريب عتيقة .
Fight them; Allah will punish them by your hands and will disgrace them and give you victory over them and satisfy the breasts of a believing people
قالوا بصوت واحد - آمين .. آمين .
ساد صمت رهيب للحظات ، تنحنح الولد الشاحب وقال .
- خراء ، مكانك الحقيقي في ابن القحبة الطابق الثالث ، فأنت حقاً تقول خراءاً خطراً ومقدساً !
هز الجميع رؤوسهم بالموافقة وهم مذعورين .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق