احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الهبش


نزلت المطربة لميعة توفيق من سيارتها قدام ملهى ( الخيام ) ، وقبل أن تدخل تبسمت بوجه رجل عجوز يجلس عند الباب وقالت .
- شلونك ، عمو لقلق ؟
نهض العجوز من مقعده وهو يستند على عصاه . 
كان حقاً أشبه بلقلق منتوف الريش ، عجوز وفقير ومتعب ، قال بصوت متهدج .
- لميعة !
إحتضنها بقوة وسالت الدموع من عينيه .. فتحت لميعة حقيبتها وأخرجت حفنة نقود ووضعتها بجيبه ، ثم دلفت الى الملهى والعجوز يلاحقها بعينيه الدامعتين .
توقفت قرب خشبة المسرح حيث إجتمع ( حسقيل أبو البالطوات ) مقدم الحفل ، وحضرة ( تولكين باشا ) مالك الملهى .
كان تولكين باشا رجل أرمني غني ومحب لفنون الغناء والاستعراضات ، طويل القامة ونحيفها ، يدهن شاربيه بزيت الحيتان ويعقفهما للأعلى ، فيلمعان بشدة على خديه الحمراوين ويكادان يمسان غمازتيه .
أنصتت لميعة للحوار الدائر بينهما .
قال تولكين - آمان .. آمان ، لك يا إبني منين نجيب ( إخباري ) الليلة ؟
قال حسقيل وهو يحكم شد معطفه على جسده - باشا ، ولا يهمك ( الهبش ) موجود .
- آمان يا إبني هذا كبر وعجز ، وقام بدل ما يضحك الناس ، راح يبكيهم .
تقدمت ناحيتهما لميعة وإحتضنت تولكين .
قهقه الرجل ومسد شاربه .
قالت لميعة وهي تضغط ثدييها العامرين بصدره . 
- وحياتي عندك ( توكو ) رجع عمو لقلق للشغل ؟
شعر تولكين بدفء ثدييها وشم عطرها ، مزيج من البخور البيتوتي والعطر الباريسي .
قهقه وأجاب - آمان .. آمان .
صفقت لميعة بيديها وقبلت الباشا بخده ، تبسم حسقيل ووضع يديه بجيب معطفه وراح ناحية جعفر لقلق زادة .
قال بحدة - إسمع لقلق ، الليلة ترجع تقدم وصلتك الهزلية ، نريد منك خلعيات وهزليات مو لطم ونوح ، نريد منك تطلع ( الهبش ) ؟
قال لقلق - الهبش وكشكش بيك بس أرجع لشغلي .
إنطلق صوت لميعة توفيق وصدح بأغنية ( هذا الحلو كاتلني يا عمة ) .
فردد معها جمع السكارى المتزاحمين على خشبة المسرح الأغنية بمرح ورقصوا .
إرتدى لقلق ملابس ( سركال ) جنوبي ، عقال وكوفية وزبون ثم صعد ع المسرح وهو يتلفت حتى إصطدم بلميعة ، فغر فمه من الدهشة وردد .
- هع هععع !
تضاحك الجمهور وانتظروا ما يحدث .
قالت لميعة بدلع مبالغ به - هاي شبيك ما تشوف ؟
- هههعع .. شنو إنس ، جان ؟
- ست الحلوات يا عمي السركال .
أخرج السركال محفظته السمينة وأراها النقود - بعت التمرات والنخلات والجاموسات والطليان وطلقت النسوان .
رقصت له لميعة فراقصها السركال بشبق وأخذ يحتك بها ويأتي بحركات خليعة ومضحكة .
دخل حسقيل أبو البالطوات بدور القواد .
قال وهو يضربه بقسوة .
- ولك تتباوع على مرتي ؟
- عمي يا مرتك ، هاي كاولية .
ضربه مرة ثانية - إبتلينه بالمعدان ، بابا هي فنانة وراقصة ومطربة ، مو كاولية ؟
- اذا فنانة خليها ترقص ؟
- عندك فلوس ؟
إتجه لقلق ناحية الجمهور الصاخب ورفع صوته .
عندي تجارة مال كلها مكمرك
أربعطعش عگروگة و رگ
عندي بساتين أربعة تحمل البگ
عندي زرع خرنوب بالبرية .
أخرج محفظته ونثر على لميعة كل نقوده ، فجاوبه الجمهور بنثر نقودهم عليها .
هز تولكين باشا رأسه برضا وغمغم - عفارم لقلق .. آمان آمان .
أطفأت الأضواء لدقيقة ثم أنيرت ثانية فخرج السركال وهو فقير الحال بعد أن خسر كل أمواله .
قال وهو يستعرض رقة حاله .
- عندي عباية جوخ شغل المعمل
لاحر ، لابرد ، لامطر تتحمل
من البسها أصير مگمل
الفين ركعه مركعه وستمية .
جاوبه الجمهور - تستاهل أبو المعيد .
تستاهل .
ضحك تولكين وشد شاربه وهو يردد - آمان .. آمان .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق