احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

لماذا ضحك العقعق !


في الأزمان القديمة والأكوان البعيدة ، لم يكن هناك فرق كبير بين الجني والطير والأنسان العادي إلا ببعض التفاصيل التي لا تكاد تلحظ .. ففي بلدة صغيرة تسمى ( الخورة ) تقع بالقرب من بساتين نخيل معمرة ، كان يعيش درويش يمتلك بعض الكرامات البريئة التي جعلت من العماليق المجاورين يضيقون به ذرعاً ويحاولون طرده من كوخه بشتى السبل ، فكانوا يخنقون عنزاته ويبولون على كرماته ويسرقون بيض بطاته ، حتى فكر الدرويش بالنزوح الى منطقة ثانية خالية من تلك المخلوقات الكريهة التي لا تشبع من الأكل واللعب ، فلما سمعت النخلات والكرمات والعنزات بخبر رحيله دمعت عيونهن وطلبن من جني البستان مساعدة الدرويش الطيب .
ذات يوم حط على سقف كوخه طائر عقعق وقال .
- أنا العقعق ، هل تحتاج الى خادم مطيع ؟
كان الطائر يلبس ثيابه بالمقلوب وينتعل حذاءاً ضخماً تخرج منه أصابعه .
تبسم الدرويش العارف الذي تحول شعره الأبيض الى ما يشبه ريش الطيور ، فمثله لن يخدع بألاعيب الجن وتحولاتهم فقال .
- أنا درويش يا عقعق ، لا أحتاج الى شيء .
تنحنح العقعق وتمشى فوق ظهر الكوخ بملابسه المقلوبة وحذائه المثقوب ، ثم طار لدقائق وعاد وهو يحمل سمكة ( شبوط ) كبيرة ، رماها في مقلاة الدرويش وأخذ يقليها بالزيت .
لم تمض دقائق عدة حتى شم العماليق الذي يسكنون قلوب النخيل رائحة السمكة ، فتجمعوا عند باب الكوخ وطرقوا الباب .
خرج لهم العقعق ودعاهم للدخول وهو يردد .
- مرحباً .. مرحباً .
دخل ثلاثة من العماليق السمان وقعدوا في الكوخ الصغير وإحتلوا كل شبر فيه ، فلم يبق مكان للدرويش يقعد به ، فحمله واحد منهم ووضعه بحضنه وهو يقهقه .
أكمل العقعق طهي السمكة ووضعها قدامهم وهو يردد .
- مرحباً .. مرحباً .
أخرج واحد من العماليق سوط وجلد به ظهره بعنف ، ثم أعطاه لرفيقه الذي بجانبه فجلد ظهره أيضاً وفعل الثالث فعلهما أيضاً .
( يجلد العماليق ظهورهم قبل تناول أية وجبة طعام ) .
التهموا السمكة ، كل واحد منهم أخذ منها لقمة .
قال العقعق - مرحباً .. مرحباً ، هل شبعتم يا سادة ؟
قال العماليق بصوت واحد - نحن لا نشبع أيها السيد العقعق .
أمسك العقعق ذقنه وقال - ما رأيكم أن نأكل بقرة السهوب ؟
حينما سمع العماليق ببقرة السهوب ، أخرجوا سياطهم وأخذوا يضربون ظهورهم بعنف شديد من أجل فتح شهيتهم ، فلحم بقرة السهوب العظيمة كثير جداً ويحتاج لشهية كبيرة .
قال العقعق - إجلدوا ظهوركم جيداً حتى أعود بالبقرة ؟
غاب لساعات وحينما عاد وجد العماليق وقد تكسرت ضلوعهم من الجلد وتمزق لحمهم .
قال الدرويش - لماذا تلبس ثيابك بالمقلوب ؟
خلع العقعق ثيابه ولبسها بالشكل الصحيح ، فتحول الى كائن بقرون طويلة وأضلاف مشقوقة .
أجاب وهو يطلق ضحكة مدوية .
- حتى لا يكشف أمري الدراويش ؟
أما أنت ..
أنظر من ثقب الباب حينما تسمع طرقاً عليه ، فمن يدري ، قد يكون زائرك يلبس ثيابه بالمقلوب !


اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق