احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

مخلوقات التوتي


بعض الناس يظنون إن لا وجود لمخلوقات ( التوتي ) ، وكل ذلك بسبب قصور في التفكير وقصور في النظر ، أو في عدم شربهم للشاي .
وإلا أين تختفي كرات السكر وأين تختفي شعرات الشاي ؟
أو لماذا تكثر الحبوب في مستودع الخالة ( نعيمة ) مهما أنفقت منها وتقل في مستودع أختها ( فهيمة ) رغم بخلها وتقتيرها ؟ 
كانت ( وما زالت كما أرى ) مخلوقات التوتي تعيش في البيوت مع الناس ، تتخذ من مستودعات الطعام مساكن لها ، وأحياناً تقوم بغارات صغيرة على المطابخ فتلتهم ما تبقى من طعام ثم تأخذ ما تحتاجه للأيام التي تكون بها مشغولة جداً .
كما أنها شديدة الشغف بشرب الشاي المحلى ، تحب أن تضيف أربع ملاعق سكر لقدح شاي صغير .
وهي بطبيعة الحال ( المخلوقات ) ، لا تعيش في بيت أهله لا يشربون الشاي ، إن ذلك مستحيل وغير ممكن ، فعلاقتها بالبيوت ترتبط بوجود الشاي ، وهي لا تأخذ الكثير منه بسبب صغر أحجامها ، فواحدهم لا يتجاوز طوله عقدة الأصبع ، رغم أنهم يرتدون قبعات طويلة .
ومن تسنى له رؤية واحد من التوتي ( وهم قليلون ) ، فسيصفه بأنه شديد الحمرة ، مخروطي الشكل ، كثير البثور ، ثم يتنهد ويكمل .
- آه .. ويلبس قبعة .
والتوتي رغم ضآلة حجمه ، لكنه نشط وسريع الحركة ووجوده ضروري في المنزل ، فهو من يقوم بأيقاظ الأمهات من النوم عند الفجر ليرضعن أطفالهن ، ويرافق البقرات الى المزرعة ويقرص ذنب الكلب ويجعله ينبح على اللصوص ، ويراقب الأطفال حينما يسبحون في النهر خوفاً عليهم من الغرق .
كل تلك الأعمال يؤديها ، لكونه يحب الناس الذين يعيش معهم ويعتبرهم أهله ، لكنه حينما يغضب منهم أو يسمع ما لا يحبه ، فسيغادر ويغادر معه الحظ .
سيصاب أهل البيت بالكسل .
لن تستيقظ الأمهات ليرضعن أطفالهن ، وستطول قيلولة الحطاب وسينام الفلاح على البيدر حتى المساء وسينشغل الديك بمراقبة القمر ، فيدركه الفجر دون أن يصيح .
وهذا ما حدث بالضبط لأحد الصنايعية حينما ركّب له طبيب العيون نظارات مزدوجة العدسة ، لكي يرى جيداً ، فكان أول ما رآه هو ( توتي ) عجوز يحمل على كتفه كيس سكر وكيس شاي ويسير الى جانب الحائط بحذر خوفاً من أن تدوسه الأقدام .
فقال - أها .. الآن عرفت من يسرق شاينا وسكرنا ؟
رمى التوتي الكيسين على الأرض وقال بغضب .
- أنه أجري على الأعمال التي أقوم بها من أجلك .
ثم أخذ عائلته وترك بيت الصنايعي الذي أكله الكسل وغادره الحظ بعد ذلك .
وحدث أيضاً في مستودع الخالة ( فهيمة ) التي رأت في احدى الليالي مجموعة من التوتي جالسين على القمح يشربون الشاي ويتسامرون ، فصاحت .
- آه ، يا لصوص ، يا منحرفين أهذا ما تفعلونه طوال الليل والنهار ؟
ثم أمسكت مقشتها وطردتهم .
فذهبوا الى مستودع أختها نعيمة التي خيطت لهم ملابس وبطانيات وأعطتهم كفايتهم من الشاي والسكر ، فأقاموا عندها وأخذوا ينقلون الحبوب من مستودع أختها ويضعونه في مستودعها .
أما أنت .. 
حينما تشرب شايك ، تذكر أن تبقي في قعره وشلة للتوتي ، حتى لا يغادر فيغادر معه الحظ الذي أنت بحاجة اليه !

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق