احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

فتى خشبة البلوط


كان الساحر ( برهم ) من أعظم سحرة القرن الرابع ، وكان الناس يقصدونه من أجل أن يصبحوا أغنياء أو يعثروا على كنز أو ثروة أو عروس غنية ، فضاق برهم بمطالبهم ومضايقاتهم فتحول الى ثعلب وهرب من المدينة ، لكن الصيادين الملاعين حينما رأوا جمال فروه .
صرخوا - فووو ، فووو .. ما أجمل فرائه وأثمنه ؟
ركض بأقصى سرعته ، لكن الصيادين الملاعين تناوشوه بسهامهم وهم يزعقون .
- فووو .. فووو ، ما أطول ذيله ؟
تحول الساحر من ثعلب الى شجرة حتى غادر الصيادين ، ولما غادر الصيادين .
جاء مجموعة من الحطابين وحينما رأوا الشجرة .
زعقوا - هووو ، هووو .. يالها من شجرة ذات خشب ثمين ؟
وقبل أن تنزل عليها فؤوسهم ، تحول برهم الى ديك حبشي وفر الى الغابة .
في مجاهل الغابة وبين أشجارها المتشابكة وجوها الخانق ، شاهد نوراً يخرج من كوخ ، فغير هيأته الى درويش عجوز يتكأ على عصا من خشب البلوط ودخل .
وجد الكوخ نظيفاً ومرتباً ، الحليب يغلي في القدر والخبز بالتنور ، ووجد امرأة طيبة دامعة العينين مع زوجها العجوز الحزين .
رحب الزوجان بالدرويش وقدما له الخبز والحليب حتى شبع .
قال الساحر - من يملك كوخاً كهذا في غابة كهذه لا بد أن يكون سعيداً ؟
ردت المرأة - لو كان لنا طفل نلاعبه ويلاعبنا ، يساعدنا بشيخوختنا لما وجد أسعد منا .
تنهد الرجل وأجاب - كبرنا كثيراً ، حتى الساحر العظيم برهم لن يستطيع مساعدتنا .
شعر برهم بالتحدي ، ها هو أعظم ساحر بالكون يقف عاجزاً عن مساعدة عجوزين طيبيين .
لم ينم تلك الليلة ، لم يغمض له جفن .
قطع خشبته ونحت منها حذاءين وساقين ووركين وخصر وصدر ورقبة ورأس ثم تركها خارج الكوخ وغادر .
عند الصباح حينما كانت المرأة الطيبة تعجن الخبز .
دخل زوج أحذية بلوطي اللون الى الكوخ وجلس تحت المقعد وغمغم .
- برررر ، برد ، برد شديد .
ردت المرأة التي رأت الكثير من تلك الغابة - يا للسعد ! 
أخذت قطعة قماش وأخذت تمسح الحذاءين حتى جعلتهما يلمعان .
لم يمر وقت طويل حتى دخل ساقين نحيفيين وجلسا على المقعد ودخلا بالحذاءين وهما يهتفان .
- بررر ، برد شديد ، نحتاج لحذائين دافئين .
ردت المرأة - يا للسعد !
أخذت فرشاة ونظفت الساقين ، وبينما هي مشغولة بالتنظيف .
دخل الكوخ وركين سمينين وجلسا فوق الساقين وهما يرددان - بررر .. برد ، برد شديد .
تعجبت المرأة من الوركين السمينين فقالت .
- وركان سمينان على ساقين نحيفين !
قال الوركان - بررر .. بسبب الكسل والقعود .
بللت المرأة قطعة القماش ونظفت الوركين وهو تقول .
- لا يجوز لوركين سمينين الجلوس طويلاً .
دخل خصر نحيف وجلس فوق الوركين وهو يردد - بررر .. برد ، برد شديد .
- يا للسعد .. يا للهناءة خصر نحيل على وركين سمينين .
قال الخصر - نحيل .. نحيل بسبب الجوع الطويل .
ردت العجوز - لن تجوع بعد اليوم .
دخل صدر عريض ، القى نظرة على الكوخ ثم جلس فوق الخصر وهو يردد .
- بررر ، برد .. برد شديد .
قالت المرأة - يا للسعد .. صدر عريض على خصر نحيل !
أجاب الصدر - عريض .. عريض بسبب كثرة العمل .
ردت المرأة - لن تعمل لوحدك بعد اليوم .
دخلت رقبة تهتز كالعصا والقت نفسها فوق الصدر وقالت .
- بررر ، برد .. برد شديد .
قالت المرأة - يا للسعد .. رقبة راقصة ، هذا ما أريد ؟
ثم دخل رأس فتى .
توجه بثقة كأنه يدخل كوخه الذي يألفه وجلس على الرقبة .
وقال - جهزي لي الفطور يا أمي ، أمامي يوم عمل طويل ؟

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق