احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الجاكيت المكلوب


كان ذلك يوماً مشؤوماً حين إشتريت "جاكيت" من أسواق الملابس المستعملة، ففي البداية التقيت بجارتنا العجوز كاترين ذات الشعر الأحمر، وذلك فأل سيء فهي بالنسبة لي تمثل الشر كله والعواصف الثلجية والافلاس وأحاول قدر الامكان تحاشيها، لكنها إنتصبت قدامي كالقدر المحتوم.
قلت:- صباح الخير مس كاترين؟
نظرت لي بعينيها الزرقاوين الشريرتين، تفحصتني من الرأس الى القدم وقالت.
- يحسن بك أن تشتري لنفسك جاكيت جديد بدل هذا المعطف القبيح الذي لا يليق بعمرك ولا يحميك من البرد.
إبتسمت لها إبتسامة شريرة وضغطت على أسناني:- سأفعل مس كاترين.
أكملت كاترين بخبث:- أو تعود لوطنك الأصلي؟
:- سأعود حتماً.. ثم خفضت صوتي،
عندما أودع جنازتك.
- لم أسمعك، ماذا قلت؟
غادرتها مسرعاً وإتجهت مباشرة ناحية مخزن الملابس المستعملة، إخترت جاكيت جميل مبطن بالفرو مع قفازاته، جربته ونظرت بالمرآة فشعرت بأن من خاطه كان يفكر بي، خلعته وقلبته من جديد فوجدت به تلفاً بسيطاً من الداخل قرب ذيله، كأن أحداً سحبه بعنف وترك به مزقة صغيرة، تلف غير مرئي ولا يؤثر على جماليته وأناقته، فأشتريته وعدت للمنزل فوجدت كاترين جالسة في شرفة شقتها.
إبتسمت بخبث كعادتها حينما رأت الجاكيت على جسدي.
قالت:- يا الهي، جميل جداً!
لمست قماشه فوقعت أصابعها مباشرة على التلف غير المرئي فقالت.
- عضة الكلب هذه لا تؤثر عليه فهو جميل.
قلت:- عضة كلب!
:- نعم، يبدو أن كلب صاحب الجاكيت عضه لسبب ما، لكن هذا لايهم.
- لا أحد يمكنه ملاحظتها.
ردت:- لن يلاحظها أحد، لكنني أخشى أن يكون الكلب مصاباً بالكَلَب،
ذهبت الى شقتي وعلقت الجاكيت في خزانة الملابس ثم إنشغلت باعداد طعامي، فجأة سمعت نباح كلب بشقتي، تجاهلته في باديء الأمر لكن مع مرور الوقت سمعت نباح كلبين ثم ثلاثة وأربعة حتى ظننت إن كل جدران الشقة تنبح، فاتجهت الى مصدر الصوت حيث خزانة الملابس، فوجدت أحذيتي تنبح وكذلك جواربي وبناطيلي وقمصاني حتى ملابسي الداخلية تنبح كأنها مكلوبة.
القمت بندقيتي عدة طلقات وأطلقت عليها النار، فخسرت خمسة قمصان وثلاثة أحذية وعشرين بنطالاً مابين الجينز والقماش أضافة للجواريب والقياطين والكلاسين.
ثم جلست على الأريكة لالتقط أنفاسي، فسمعت نباح جديد ينطلق من خزانة الطعام، فجهزت بندقيتي وأطلقت النار بكثافة عليها، فخسرت علبة زيت وكيلوين عدس وبصلتين وعنقود ثوم إضافة للبهارات من حبق وحبهان وداتورة وعرق سوس وعدداً لا يحصى من قواطي الفول المدمس واللبلبي.
رجعت وأنا ألهث من التعب والاثارة وجلست على الأريكة، فانطلق النباح من الثلاجة، فتحتها فوجدت الكرفس والرشاد والشبنت مع برتقالتين وتفاحة وماعون تمن فوقه نصف دجاجة تنبح، أطلقت عليها النار بكثافة فخسرت ماعون شوربة ورأس باجة وبقايا بامية إضافة للخبز والصمون والكباب وعدداً لا يحصى من قواطي البيرة.
لكن النباح إنطلق من خلفي، فوجدت الأريكة والمنضدة والتلفاز والسجادة تنبح، فأطلقت عليها النار وحطمتها، فليس من المعقول أن أعيش بشقة مكلوبة دون أن أفعل شيئاً!


اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق