احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الأنبياء الأربعة


كنت أربي الدجاج في الخيمة لدفع الضجر وأوقات الفراغ الطويلة.. في البداية حصلت على ديك عنيف اسميته "جميل"، كان جميل من النوع الهراتي المقاتل وكنت فخوراً به وهو يخوض مباريات عنيفة مع كل ما هب ودب على الأرض من أفاع وعقارب صحراوية، لكن مصدر فخري تبخر ذات يوم حينما باض جميل.
كانت بيضته مبرقشة وصغيرة ورقيقة القشر.
قلبتها بخيبة أمل وسط ضحكات شامتة خرجت من هنا وهناك ومطالبات بذبح جميل لكونه لم يعد ذا فائدة.
إقترب مني أربعة رجال ملتحين شديدي الشبه ببعضهم، أخذوا مني البيضة وهرولوا ناحية الجامع.
حينما رأى جميل أن بيضته أختطفت هرول خلف الرجال الأربعة ودخل خلفهم الى الجامع.
لم أتمالك نفسي من القلق على ديكي فجريت خلفهم محاولاً اللحاق بهم، لكن بمجرد وصولي إنصفق الباب بوجهي فوضعت أذني عليه أتنصت فسمعت أصوات عراك وخناق في الداخل.
كان خادم الجامع الملا ابراهيم رجل صاحب دعابة وخفة دم لاتليق بعمره ومنصبه، حينما رآني التصق بالباب قال.
- ها عمي، ما بقى عليكم بس باب بيت الله ما... ؟!
إرتبكت وحاولت أن أشرح له سبب التصاقي بالباب فقلت.
- جميل دخل للجامع وما طلع بعد!
حك الملا ذقنه وغمغم- جميل؟
فتح باب الجامع ودخل ثم صفق الباب بوجهي.
عاودت الالتصاق بالباب ومحاولة استراق السمع ثانية، فأنا كنت أخشى أن يأكلوا ديكي.
مر علي كراوي وجماعته أثناء جولتهم التفقدية بالشبك وحالما رأوني ملتصقاً بالباب، تهامسوا فيما بينهم ثم أشار لي كراوي بطرف أصبعه وقال بلغة آمرة.
- تعال.. شجاي تسوي؟
أخبرته إن جميل في الداخل مع خمسة رجال.
زعق بوجهي- ولو مع عشرة مو شغلك؟
ادار ظهره لي وجر جسده القصير والمتين ناحية خيمته الواسعة، ثم توقف وحك شعر رأسه وعاد ناحيتي وقال.
- ورا العشاء أنت معزوم على فيلم ثقافي، أحسن من الحك في باب بيت الله؟
نظرت ناحية قرص الشمس الغارب وذهبت الى خيمة كراوي حيث كان الفيلم قد بدأ للتو.
كانت الخيمة تضم جميع وجهاء الشبك وعقلائه ومتدينيه.
جلست الى جانب ملا ابراهيم وسألته.
- شنو اسم الفيلم؟
أجاب- أبو الخياطة.
ظهرت ممثلة شقراء خلف ماكنة الخياطة وهي عارية تماماً، دارت الكاميرا حول جسدها وصدرها ثم نزلت الى فخذيها.. 
تنهد الملا وغمغم.
- أكيد هسه يجي الولد؟
بقيت الكاميرا تدور حول جسد الممثلة المنهمكة بالخياطة والتي لم يعكر صفو خلوتها لا ظهور ولد ولا طرق على الباب. استمر المشهد لما يقرب من نصف ساعة على وتيرة واحدة.
أصاب الملل جميع رواد الخيمة فأخذوا بأطراف الحديث الى حين وصول الولد.
قلت للملا- أنا قلق على جميل؟
التفت ناحيتي بكليته وقال- لاتقلق إبني، جميل في بيت الله وبين ايدي أنبيائه.
- منو!
- عيسى وموسى وهارون ويحيى..
قلت- تقصد الرجال الملتحين الأربعة؟
أجاب - إشششش؟
سمعت الممثلة الشقراء طرقاً على الباب فقامت من مكانها وهي تتلوى وفتحت الباب، فظهر أربعة رجال ملتحين يشبهون أنبياء جامعنا.

تحذير: لا ترقي جهازك الـ iOS الى 5.0.1 !   صورة

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق