احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

بنجة علي



في ليلة حالكة السواد شديدة البرد ظهر طيف الباز الأشهب عبد القادر الكيلاني قدام ضابط المدفعية عثمان خوند وأخبره أن يصنع مدفعاً ضخماً من نعول الخيول وسلاسلها حتى يتمكن من فتح ثغرة في سور بغداد العظيم، فتلفع الضابط بأطماره الثقيلة ودخل الى مقام السلطان مراد وأخبره برؤياه العجيبة.
سارع السلطان الى جمع كل ما وقعت عليه يداه من حديد وأضافه للحديد الذي أخذه من الخيول وبدأ بصنع مدفع عظيم، فوهته بحجم قاعدة منارة جامع الخلاني وبطنه بسعة فضوة العرب وعجلاته بكبر دوار السبع بكار،ولما إنتهى من صناعته لم يجد حديدة متبقية أو مسمار ليصنع منها قذيفة فهو قد إستنفد كل حديد الدنيا ببنائه.
فتوقف الفتح ثانية.
لكن الطيف المهيب للباز الأشهب ظهر ثانية وأخبر الضابط أن يلقم المدفع صخوراً بدلاً من القذائف وتراباً بدلاً من البارود، ففعل الضابط كما أمره الطيف الكريم والقمه الحجر والصخور فأخذ المدفع يلتهم الصخور والتراب بنفسه ويقذفها على السور حتى حطمه ودخل بغداد وخلفه السلطان مراد وجيشه فطرد الفرس منها وعمل بهم مذبحة عظيمة، لكن المدفع توقف فجأة عن التهام الصخور والتراب أمام مقام صغير يدعى بنجة علي وكف عن العمل.
إستشاط السلطان مراد غضباً من مدفعه الذي عصى أوامره فوجه لكمة عظيمة على بطنه طار على أثرها المدفع في الهواء وسقط في الدجلة.
في الليلة ذاتها زار طيف الباز الأشهب غرفة السلطان ووبخه على فعلته وأمره أن يخرج المدفع من النهر والا أصابه مكروه، فنزل السلطان من ساعته الى النهر وأمسك المدفع من (خزامته) وجره، لكن المدفع لم يتحرك قيد أنملة من موقعه رغم قوة وعظمة ساعدا السلطان، ومن كثرة الجر إنشرمت خزامة المدفع حتى لم يعد هناك موضع يمكن جره منه فبقي المدفع راكساً في الطين ليوم وليلتين دون أن يجد أحد حيلة باخراجه، حتى أن طيف الباز الاشهب أمسك لحيته كالحائر وأخذ يدور حول النهر وموقع المدفع.
في مقام بنجة علي كان هناك درويش اسمه عباس كنجي. أخبر السلطان الغاضب انه قادر على إخراج المدفع اذا تعهد له السلطان بعدم المساس بالمقام، فوافق السلطان على الفور وجلس يراقب فعل الدرويش.
راح الدرويش الكنجي وجمع حفنة تراب من المقام ورشها قدام وفي طريق المدفع، فأخرج المدفع رأسه كالطير وأخذ يتتبع ذرات التراب ويلتقطها بنهم حتى خرج من النهر ووقف بخشوع قدام الدرويش.
تعجب السلطان وهرع ناحية مدفعه وتفحصه فوجد أن هناك خمس نجوم قد طبعت على حديده وتسع سمكات التصقن بظهره حتى أصبحن جزءاً منه.
فقال الدرويش- النجوم الخمس هم أصحاب الكساء والتسع سمكات هم الموكلون بالصلاة والسلام عليهم.
خر السلطان مراد على ركبتيه وأمر بالعفو عن شيعة بغداد وتعمير مقام بنجة علي ليحتسب هذا في ميزان أعماله حينما يلقى وجه العزة.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق