احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

توكو ذو القنزعة


(القروش لاتنمو على الشجر):-
هكذا قال المالك الجديد لبيت الخالة فهيمة وقرر أن يكتفي بالخبز والحساء طعاماً لشدة بخله وطلب من مدبرة المنزل العجوز أن تقفل خزانة الطعام وتختم بالشمع على علبة السمن وتخيط عذوق الثوم ببعضها وتعلقها في مدخل باب البيت، وتلك لمن لايدري علامة لطرد التوتي من المنزل.
قالت العجوز- آه يا سيد نعمان. في البداية جوعت التوتي وسلبتهم سلوتهم الوحيدة بشرب الشاي، والآن تريد طردهم؟
غمغم نعمان وأشهر مسدسه القابغلي بوجه العجوز، وهذا من عادته فهو يشهر سلاحه كلما نطق بجملة. قال- أنا لا أصدق بحكايات الأشباح والطناطل ولا بمخلوقات التوتي.
هزت العجوز رأسها وقالت- هذا لكونك لم ترهم!
- لا حاجة لي برؤيتهم فليس لدي ما يشتهون.
أعاد مسدسه الى قرابه وتلك إشارة بنهاية المحادثة والا حدث ما لا يحمد عقباه، لكن العجوز لم تعد تخشى مسدسه لكثرة ما أشهره بوجهها وبوجوه جيرانه. فقالت:
- إن ذلك لن يرضي ملكهم توكو؟
- سأصلم أذني توكو أذا رأيته.
تناول نعمان عشاءه بمفرده وهو يتلفت خوفاً من وصول ضيف غير متوقع، بينما إنشغلت العجوز بربط الثوم ببعضه ثم علقته عند مدخل الدار كما طلب منها مخدومها، فشم التوتي رائحته النفاذة وهم يعملون في الحقل فتجمعوا قرب البيت وكانوا عشرون نفراً يعيشون منذ الأبد في هذا المنزل ويعتبرونه محلهم ومسكنهم فبقوا متسمرين قدامه وقد أغرقهم المطر وهم لايدرون الى أين يذهبون وكيف يقضون ليلتهم؟
قال كبيرهم- لاتبقوا واقفين هنا، إذهب يا جم جام وأخبر توكو بالأمر؟
كان مسكن توكو يقع فوق شجرة سنديان معمرة وكان بذلك الوقت ينظر من النافذة الى قطرات المطر والى الشبح القادم ناحية منزله.
قال- أها.. انه جم جام، ما الذي أتى به في مثل هذا الطقس؟
زعق جم جام وقد بلله المطر - أفعل شيئاً يا توكو القوي فالأشرار زرعوا الثوم في محل سكننا؟
إرتعدت فرائص توكو من ذكر النبتة الكريهة وقال.
- إطمئن يا جم جام. إطمئن.
عند منتصف الليل تقلد توكو عدة القتال ومشط قنزعته وتسلل الى غرفة نعمان من فتحة الدخان ووقف فوق أرنبة أنفه بينما هو نائم ووخزه بمشطه.
قفز نعمان مذعوراً وأشهر مسدسه وهو يردد.
- من هناك.. إظهر إذا كنت رجلاً؟
وخزه توكو برقبته من الخلف فجن جنون الرجل وأخذ يطلق النار في كل الاتجاهات، لكن الوخز المؤلم استمر بتعذيبه.
قال وهو يتصبب عرقاً- إظهر وقاتلني اذا كنت رجلاً؟
أشعل توكو المصباح وأخرج المشط من جيب بنطاله ووقف قبالة المرآة ومشط قنزعته وقال.
- سأقاتلك بشرط؟
ضحك نعمان. أمسك كرشه وإستلقى على الأرض وأعطافه تهتز. فغريمه صغير الحجم جداً، طوله لا يتجاوز ثلاثة بوصات وقنزعته بوصتين وسيفه مشط ودرعه غطاء قنينة.
قال وهو يحاول تمالك نفسه من الضحك- نعم، نعم.. ما هو شرطك؟
- إرفع الثوم اللعين من باب البيت؟
- سأرفعه، سأرفعه. فأنا لم أجد من يجروء على منازلتي منذ ولدت.
نعمان القوي والضخم والمحب للعراك والشجار فتح خزانة أسلحته وأخذ يقلب نظراته بين السيوف والبنادق والخناجر حائراً، حتى قر قراره على بندقية بحجم مدفع صغير وأخذ يطلق النار على شبح توكو المتقافز حتى ملء جدران الغرفة وسقفها بالثقوب فدخل المطر الغزير من كل مكان وأغرق الغرفة ووصل الى ما فوق عنقه بالقرب من أرنبة أنفه التي كان بالكاد يستنشق منها الهواء، فلم يعد قادراً على تحريك أعضائه.
وقف توكو على أرنبة أنفه وأدخل مشطه بمنخره.
عطس نعمان بشده فتسرب الماء الى جوفه.
قال وهو يغالب الغرق- أرجوك يا جلالة توكو سأرفع الثوم، سأرفعه يا توكو؟
يقولون إن المطر جرف الثوم في طريقه فدخل التوتي فرحين وأخذوا بتنشيف الأثاث والجدران وتصليح ما تهرأ منها ويقولون أيضاً إن نعمان تخلى عن أسلحته بعد تلك المنازلة وأصبح يصافح الجيران ويرتعش كلما هجع الى مخدعه.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق