احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

كالامازو


وحط بنا الرحال في مدينة (كالامازو) وهي من أعمال ولاية انديانا والشائع عن هذه الولاية هو كثرة النساء البدينات والرخيصات فيها والسماء المفتوحة، بحيث يمكنك أن ترى النجوم والكواكب والمجرات والأكوان بمجرد أن ترفع بصرك باتجاه السماء.
ليس هناك الكثير من العمارات وناطحات السحاب التي تحجب نظرك وتميت قلبك. قد ترى واحدة هناك تقف كشبح غريب من الزجاج والأسمنت الأصم.
أنها سماء مفتوحة حيث تتيه في حقول الذرة والنعناع التي لا يحدها البصر وكأن لا شيء آخر تزرعه تلك الولاية الغارقة بالقدم سوى تلكما البذرتين فهي كما يبدو من اسمها كانت موطناً للهنود الحمر ثم مسكناً للرجل الأبيض بعد أن تم قتل الهنود أو حجزهم في كانتونات خاصة بهم.
فأنا طيلة تواجدي بأمريكا لم أر سوى أربعة هنود حمر فقط. 
كانوا يجلسون في مطعم مكدونالد للوجبات السريعة، يمضغون طعامهم بصمت ويتحدثون بخفوت بلغة تشبه لغة اللقالق.
في طريقك الى كالامازو لا بد أن تمر ب مشيغان ستي وهي مدينة صغيرة وظريفة تشتهر بشواطئها التي تمتد على البحر وتمنح مرتاديها بهجة العري والشمس والحرية، لكن هذا ليس هو قصدي تماماً، فالمرور بمشيغان ستي سيجبرك حتماً على المرور بمساكن وبيوت وأزقة وحواري شخص تعرفه قليلاً أو كثيراً، رأيته في السينما أو قرأت عنه في مجلة أو جريدة.
إنه (آل كابون).. 
ومن منا لا يعرف كابوني القصير السمين المستهتر الذي يطلق عليك النار دون أن يرف له جفن. سارق البنوك الشهير ورجل المافيا الرومانسي الذي لا ينام الا بعد أن يقبل جبين والدته وخدود أطفاله وشفاه زوجته.
في موقع عال ومحصن بنيت سلسلة شقق متشابهة ومتساوية في الشكل والحجم. واحدة منها كانت شقة كابوني أما الشقق الباقيات فهي لأهله وناسه وصحبه.
-أششش.. لا غريب يقترب من ذلك الموقع سوى ساعي البريد.
لذا عليك أن تمر بأدب وسكون ولطافة في ذلك الحي الغامض، فمن يدري من أين يخرج لك مسدس ويفرغ رصاصاته برأسك؟
وصلنا كالامازو وزالت دهشتي تماماً فهي تشبه أي مدينة أمريكية صغيرة. بنوك، محطات بانزين، مركز شرطة، وول مارت ومكدونالد وبيوت خشبية. مدينة أمريكية نموذجية، لكن ما يميزها حقاً، هو تلك الأشجار الباسقة المتشابهة في الطول والعرض كأنها توائم بالآف. لا شيء آخر سوى تلك الأشجار السوداء التي تظلل الشوارع والأزقة والحواري ورجال بيض وسخين تتطاير الشتائم من أفواههم حينما يروا قادماً غريباً ببشرة داكنة ولسان أعوج.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق