احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

ابيض


كان جدي أبيض اللون والشعر واللحية، كما جدتي تماماً، فهي بيضاء الوجه واللحية أيضاً وكان من الصعب التمييز بينهما، (بالنسبة لي على الأقل) فهما متطابقان باللون والحجم والطول.. والرائحة!
رائحة جدي (تبغية) فهو عاشق دخان قديم، مثلي تماماً.
جدتي (نشوقية) النزعة والتوقيت والأنف، أنفها ضخم جداً تغرقه في طاسة النشوق و تقرقر بها لساعات حتى تأخذها النشوة وتنسى ألمها وأمراضها ومتاعبها وحينما تتناقص مؤونتها من النشوق ترسلني بمشوار الى صفاة سيد سعد حيث تقرفص هناك امرأة رائعة الثغر والأسنان تفترش الأرض وقدامها تضع تلك الخلطة السحرية التي تذهب بالأوجاع بعيداً.
قالت جدتي- بطريقك جيب تتنات لجدك؟
في الطريق الى الصفاة التقيت رحمن.
أخبرني أن سينما البطحاء تعرض فيلم عنتر يغزو البطحاء!
هكذا أخبرني ، لم أكن أعرف ماذا يقصد حقاً؟
قررت أن أذهب للسينما وقت الظهيرة فأسرعت خطوي وإشتريت التتن والنشوق.
أثناء مروري بجانب السينما رأيت الملصق الكبير والملون حيث يبرز فريد شوقي المصبوغ بالأسود (صبغة رديئة) والى جانبه عبلة المصبوغة أيضاً وخلفهما خيام وجمال وصحراء صفراء و عنوان كبير (عنتر يغزو الصحراء).
ضحكت بسري فأنا أعرف القصة تماماً، بل أحفظها عن ظهر قلب.
القصة هي أول كتاب أقرأه بحياتي وكنت أشرق بدموعي كلما واجه عنترة بعض المصاعب التي يفرضها عليه إهل عبلة وخاصة حينما طلبوا منه أن يجلب لهم النوق العصافيرية.
غمغمت بسري- من أين له أن يأتي بنوق بحجم العصافير.. ذلك مستحيل؟
غطيت وجهي بالبطانية وأخذت أنحب- ذلك مستحيل.. لم يخلق الله نوقاً بحجم العصافير؟
قالت المرأة وهي تكشف عن أسنانها السليمة- هذا لجدك وهذا لجدتك.
وددت لو أقبلها، لكنها امرأة ناضجة وحكيمة لن ترغب بتقبيل مراهق غر مثلي. 
زعق رحمن من بعيد- سأراك في السينما؟
دخلت للبيت.. إتجهت ناحية غرفة جدتي وجدي. رأيت شخصان متشابهان تماماً. 
أعطيت لأحدهما النشوق وللآخر التبغ. 
تطلعت بهما وهما يمارسان طقوسهما المعتادة. واحد يدخن والآخر يقرقر. 
قلت- سأذهب للسينما؟
تبسم الذي يقرقر والذي لم أعرف إن كان جدي أم جدتي.
- عمري ما شفت سينما؟
تريدون تشوفون سينما؟
هزا رأسيهما بالموافقة٠ 
أخذتهما لسينما البطحاء وقطعت ثلاث تذاكر في (اللوج).
زعق رحمن وهو يوجه زعيقه ناحيتنا- أعور .. أعور.
إنا أعرف أن حميد إبن جارنا هو من يقوم بتشغيل الفيلم وأعرف أنه كريم العين اليمنى لذلك تصب كل الشتائم واللعنات على رأسه كلما أقتطع شيء من الفيلم أو إحترق الشريط.
أعور.. أعور؟
دار الفيلم و بدأت الحرب وإخذ عنترة بقتل الإعداء وتمزيق لحمهم و تقطيع إطرافهم. 
قالت جدتي أو جدي. 
- مو معقولة؟
شنو؟ قال جدي. 
خطية قتلهم كلهم وطلع دمهم؟
لا.. هذا مو دم ، صبغ بويه بس.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق