بالتأكيد هو مارفي.
مارفي رفيقي الدائم والمخلص و الودود.
أنا بالكاد لا أتذكر أحداً رافقني كل تلك السنوات وتحمل نزقي وخياناتي وجنوني و عبثيتي التي لا أجد لها تفسيراً، فأنا أعددت نفسي جيداً لأكون كاتباً لكنني إنتهيت بأن أصبح سايق تاكسي ثرثار وكذاب أشر وسكير حيث تحولت موهبتي بالكتابة الى مجرد لسان طويل وبذيء و رديء يجيد حبك القصص الوهمية المرعبة والسخيفة ويسر بها لزبونة عجوز تجلس متقرفصة بالمقعد الخفي وعظامها تطقطق من الوجل.
أهمس بسري- رائع.. بدأت أسنانها تصطك من الرعب؟
أو هذا الخرع الذي يحاول أن يبدو متوازناً وهادئاً في مقعده بينما أنا أقود بسرعة جنونية على أمل أن يعملها بلباسه.
أنظر لوجهي بالمرآة وأغمغم- شرير.. تماماً.
أكره الجميع بالتساوي وأبصق عليهم بكل الكره المخبوء جواي.
لذلك لن أجد من يصب النبيذ على قبري.
ربما سيفعلها مارفي؟
مارفي يعيش معي، في الغرفة خاصتي تحت سريري بالضبط.
يأكل ما يتساقط من فتات طعامي ويشرب ما يتبقى من كأسي، فهو مثلي تماماً يحب أن يسكر.
دائما أترك له وشالة في قعر الكأس وبعض حبات البطيخ وعقب سيجارة.
أراقبه وهو يتبختر بفراءه الوسخ واللفافة عالقة بأسفل شفتيه حاملاً كأس الويسكي أو ما تبقى منه.
يمر من تحت السرير ويجول في غرفتي بين الأحذية والملابس والجوارب والشراشف.
ينظر لي بغير خوف ويتمشى بغرفتي(كأنها غرفته) ثم يهاتف أصدقاءه
- تعالوا يا حمقى فا الأحمق نام
يقصدني بالضبط.
أنا الأحمق.
سرعان ما يأتي أصدقاؤه بالعشرات، أعني ربما بالمئات وجميعهم يأكلون ويشربون ويدخنون على حسابي أنا.
سايق التاكسي.
أنظر لوجهي بالمرآة وإتمتم- سأرعبهم هذه الليلة.
أذهب الى هوم ديبو وأشتري مصائد وشراك ومزالق ومتاهات ومخانق ومخازق وأنشرها في كل ركن وزاوية من غرفتي والمطبخ والحمام ثم أجلس أنتظر كصياد عجوز أنهكه الإنتظار.
إصطدت واحداً ثم ثانياً ثم عاشراً.
إصطدتهم جميعاً.
لكن ويا للعجب. لم أحصل على مارفي؟
ربما أتركه للغد.
فمن يدري من سيعيش ومن سيموت غداً. 
فأنا أشعر بالموت قريب جداً مني.
قريب كأطرافة عين.
لذلك وددت لو أن مارفي لن يقع بين شباكي ومصائدي وفخاخي وينجو لأجل أن يصب النبيذ على قبري 
ويصلي من أجلي.
صلاة الفئران.