احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

طق ، طق


لا أؤمن بالاشباح ، لا أفكر كثيراً بالغيبيات ، لكني لن أتخلى عن فكرة وجود الله والجنة ، عسى أن أحصل على منزل وحورية ومزرعة أربي بها الدجاج ، فأنا لم أحصل على أي شيء بحياتي الفانية هذه ، لذلك أجلت كل متعي الى الجنة ، رغم ما يداخلني من شكوك حولها وحول حقيقة وجودها ، لكن جاري ( لومار ) وهو زنجي أمريكي مسلم سمين جداً دائم الحديث عن الدجاج ودجاجاته الرشيقات الجميلات ، أقنعني أخيراً بوجود الله وأنه يستطيع أن يريني اياه .
قلت - بلحمه وشحمه ؟
قال - ليس مهماً ، لكنك ستراه حتماً ، اذا استمعت لكلامي .
قلت وقد اخذتني اللهفة - متى ، متى ؟
- دعني أصرف هذه الدجاجة السمراء من بيتي وأرتب لك ليلة مقدسة .
- انها مجرد دجاجة ، لماذا تصرفها ، دعنا نأكلها سوية ؟
قال وهو يضحك - كلا يا صديقي ، دجاجتي لي وحدي .
رغم ان لومار بدين جداً الا انه صياد نساء من الطراز الاول ، لا يكاد يمر يوم أو يومان الا ورأيت فتاة جميلة متعلقة برقبته الغليظة ، شقراوات ، سوداوات ، اسبانيات ، صينيات ، فلبينيات ، يدخل ضاحكاً ويخرج ضاحكاً ، هو يضاجع وأنا أستحم ، وكلما أردت معرفة سر شغف النساء به ، يجابهني بحكمته الاثيرة - كل دجاجات الكون يفكرن بطريقة واحدة .
قلت - وماهي الطريقة ؟
قال - انهن دجاجات ، ها ها ها .
ليلة أمس عاد ومعه دجاجتان ، واحدة بيضاء والثانية سوداء ، غمز لي بعينه حينما رآني وأشار لي بأن أتبعه .
كانت هي المرة الاولي التي أري بها بيته من الداخل ، مكان داعر بحق ، وكر ملذات ، صالة كبيرة مؤثثة جيدا وتلفاز كبير الحجم وفرش مبهرجة وستائر ملونة ، والاهم من ذلك ان هناك منضدة زجاجية عليها كيس حشيشة كبير الحجم وقد تحلق حوله لومار مع دجاجتيه وهم يلفون لفافات حشيش غليظة ويدخنون قال .
- تعال يا ( ري ) ، دخن معنا حتى نرى الرب سوية ؟
قلت - كلا ، لا أحب هذه الاشياء .
- لماذا ؟ انها هدية من الرب ، كلها فوائد تجعلك تأكل جيداً وتفكر جيداً وتنام جيداً .
- سأكتفي بالشرب .
- الشرب لن يريك الرب ، وحدها الحشيشة تفعل .
كنت حقاً بحاجة ماسة لرؤية الرب لازيل شكوكي ، فحشرت نفسي بين الفتاتين وأخذت أدخن وأسعل ، دارت حولنا لفافة وثانية وثالثة ورابعة ، حتى امتلاءت الصالة بالدخان ، اتكأت الدجاجة البيضاء على كتفي الايمن والسوداء على كتفي الايسر .
قالت البيضاء - طق ، طق .
قلت - من هناك ؟
قالت السوداء - سوزي و لوسي .
- ادخلا .
قال لومار - طق ، طق .
قلت - من هناك ؟
قال - انا الرب .
قلت - أدخل .
دخل ديك جميل المنظر ، زاهي الالوان عظيم المنقار والمخالب ، صافي العينين حاد النظرات ، قفز على المنضدة وأخذ ينبش بالحشيش ثم نقر لومار بأنفه ، ونقر الدجاجة البيضاء ، ونقر السوداء ، تقافز الجمع مذعوراً وأخذوا يركضون في الصالة والديك يطاردهم .
استمرت المطاردة لعدة دقائق .
صاح لومار وهو يلهث - طق ، طق .
قلت - من هناك ؟
قال - افتح الباب ؟
نهضت بتثاقل وفتحت الباب فرأيت جمعاً من الاولاد السود والسمر والبيض والشقر ، منهم من يحمل المكانس ومنهم من يحمل المقشات .
قلت - من أنتم ؟
قالوا - نحن أبناء لومار .
دخلوا بصخب وهجموا على الديك المهتاج .
تلفت الديك يميناً ويساراً ، قفز من من نهاية الصالة الى وسطها حيث المنضدة الزجاجية ، أفلت بحذق من بين المكانس والمقشات والمخدات ، التقط بطريقه كيس الحشيش السمين و مر من جانب أنفي وقال .
- طق ، طق .
قلت - من هناك ؟
قال - أنا الرب يا حشاش .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق