لقاء
منذ صغري وانا احب سماع وقراءة القصص عن الدببة ، حتى اصبحت خبيرا بها وبطباعها وحينما تسنى لي رؤية واحد منها في حديقة الحيوان ، انتابتني موجة عارمة من الحب ناحيته فلم استطع ان امنع نفسي من القفز على الحاجز واحتضان الدب الضخم وتقبيله وشم رائحته ، وسط ذهول الناس والحراس والشرطة وذهول الدب ذاته ، الغريب في الامر ان الدب احتضنني ووضع يده على كتفه كأنني واحد من دببته الصغار ، ثم قادني الى مغارته العامرة باللحوم والفواكه وأخذ يقدم لي التفاح بعد ان يقشره بأظافره .
الدب تثاءب وتمطى ، فعرفت ان وقت نومه قد حان ، وكأي زائر خفيف الظل أردت أن أغادر كهفه المظلم ، لكنه نظر لي بحزن فهو مثلي يخشى الوحدة والظلمة ، مثلي يحب قصص الدببة وتاريخ الدببة ونسل الدببة ، لمعت عيناه بالحب والحزن ، فجلست الى جانبه وأخذت أقشر له التفاح وأحدثه عن اجداده العظام ، سادة غابات الشمال ، قادة القطب ، عصاة الجبل ، قاهري جيوش النحل ، عاشقي العسل والخوخ والرمان .
نام الدب العظيم على وقع أحاديثي ، فتسللت من كهفه وذهبت وحيداً الى كهفي .
اضافة تعليق