احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

رائحة العلكة


وصل الغجر الى مدينتنا ، يأتون في الصيف عادة ، محملين بالخرز الملون والتعاويذ والدعابات الماكرة والفتيات الحسناوات ، يخيمون قرب النهر مع خيولهم المطهمة وعرباتهم المحملة بغرائب وطرائف المدن البعيدة ، يبادلون الحكايات بالنقد ، قصاصون ماهرون ، ينظر واحدهم بخطوط كفك ويخبرك بما حدث لك وما سيحدث .
كنت أختلف الى خيمة غجرية حسناء تقرأ أوراق التاروت مقابل عشرة دولارات ، كانت في الاربعين من عمرها ، حسنة العنق والصدر ، جميلة الثغر والاسنان ، لا تشبه أولئك الساحرات الشمطاوات الماكرات اللواتي يقرأن طالعك وبعيونهن نظرات شك خبيثة ، لا تشبه ( طاشوشات ) أسواق الناصرية وصفاة سيد سعد بوصفتهن السحرية للسعادة ، لا تشبه أحداً رأيته بحياتي ، لذلك أحببتها وتعلقت بها ، ليس من أجل ابتسامتها الساحرة ولا لصدرها العاجي ولا لما تخبرني به من سعادات قادمة ستحل قريباً بمنزلي ، بل أحببتها من أجل رائحتها ، رائحة العلكة .
كل عام في مثل هذا الوقت يأتون وهم محملين بالضجيج والصخب والموسيقى ، فيتجمع الناس حول خيامهم بحثاً عن متعة عابرة ، وكنت واحداً من آولئك الناس أبحث عن متعتي السنوية التي أنتظرها بفارغ صبر ، أنسل بين الخيام ، أهتدي بأنفي الى خيمتها حيث يقف طابور طويل من الناس ، أقف هناك بانتظار دوري .
كطفل يبحث عن قطعة حلوي أجلس قبالتها ، قريباً منها ، من أجل تلك الرائحة ، انها تعرف اني لم آت لخيمتها من أجل قراءة طالعي ، انها تعرف اني أحبها ، أحب رائحتها ، فتبالغ بابتسامتها وغنجها وابراز نهديها ، كل ذلك لا يهمني ، انا بانتظار اللحظة التي تنهي فيها قراءة اوراق التاروت وتمد كفها السمراء الجميلة من أجل الدولارات العشرة .
أبتسم وأخفض عيني وأعطيها ورقة العشرين دولار ، تأخذها وتضعها في حمالة ثدييها ، ومن ذلك الكمين الجميل واللذيذ ذو الرائحة المدوخة تخرج عشرة دولارات وتدسها بجيبي .
هناك ، في زاويتي ، بين طيات قميصي أدخرت عدداً لا يستهان به مما أعادته لي من نقود . نقود تحمل رائحة حلمتيها .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق