احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

معركة الخصيتين



في واحدة من رحلاتي المخيفة والمريعة وأثناء عبوري مجاهل أرض ( البوتي ) ، ناحية بلاد ( الناغ ) ، استوقفني أشقياء من قبائل ( الزن ) يلبسون دروع نحاسية تخطف البصر من شدة لمعانها ويتسلحون بفؤوس ذات رأسين ويركبون الجراد العملاق .. كان عددهم كبيراً أكبر من طاقتي على محاربتهم أو الافلات منهم ، وكان زعيمهم ويسمونه ( خوخة ) أسود الوجه عظيم الجسد متناسق الاطراف كأنه واحد من الالهة العظام ، يتدرع بدرع ذهبي تخرج منه قرون وانياب سباع ويركب على عربة تجرها خنازير متوحشة وتسوطها جنيات من أرض لا أحد .
زعق ( خوخة ) بوجهي زعقة أهتزت لها الجبال وانشقت منها الارض تحت قدمي . قال .
- أنت .. أنت ايها الفارس ؟
كان يرافقني بتلك الرحلة ( قرندح ) وهو محارب خطير قليل الكلام كثير النوم والشخير ، وكذلك ترافقني الجنية ( وصال ) وهي ابنت الملك الازرق ( حلبو ) . وكنا في طريقنا الى كوخ العم ( مندي ) الذي سيعلمني معادلة تحويل التراب الى ذهب .
قلت - أنا مخلص باشا أفندي من بلاد البهبهان .
قال خوخة - نحن لا نسمح بمرور الغرباء في أرضنا .. عد أدراجك والا القتال ؟
قلت - لا استطيع العودة وطريقي يمر بأرضكم ايها الابطال ، دعوني أمر وحينما أعود سأعطيكم ذهباً تبلطون به أكواخكم .
تضاحك الوحوش ، ضحك خوخة المخيف وقال .
- عد من حيث أتيت ، والا فالقتال ؟
نخست ( قرندح ) بخاصرته فأستفاق ، كنت أريد مشاورته بالامر فقط ، هب من نومته مذعوراً وحينما رأى جيش خوخة قبالتنا ظن أنني أطلب منه أن يهجم على ذلك الجيش العظيم ، هز رمحه وقذفه بعنف ناحية ( خوخة ) فأصابه بخصيتيه وقطعهما ، تعلقت الخصيتان بالرمح وسقطتا وسط كومة حطب مشتعله وخرج منهما الدخان .
جن جنون ( خوخة ) فلم يدر ما يفعل هل يأمر الجيش بقتلنا أم ينقذ خصيتيه ؟
صرخ خوخة من الالم المريع والغضب - انقذوا دعابلي ، أجلبوهما لي سالمتين ؟
تحرك جيش الوحوش وأعطانا ظهره وأخذوا يبحثون عن خصيتي ( خوخة ) اللتين سقطتا في النار .
قالت الجنية وصال وكانت تلثغ - دعنا ( نخثيهم ) قبل أن يجدوا ( خثاويهم ) ؟
لم أفهم ما قالته وصال ، فظننت انها تقصد علينا ان نتراجع ونهرب ماداموا مشغولين ، أما ( قرندح ) ففهم أنها تريدنا أن نساعدهم في البحث ، فركض وأختلط بالوحوش ، ولكونه هو من قذف الرمح فبالتأكيد يعرف مكان سقوطه ، فأتجه مباشرة ناحية موقع سقوطه حيث النار المشتعلة .. وقف هناك يرقب الكرتان المشتعلتان ، أذهله حجمهما الكبير وكمية الدهون بهما فصرخ بصوت متثائب - وصال ، وصال .. تعالي أنظري الى هذا ؟
رفرفت وصال بجناحيها وحطت قرب النار تحدق مذهولة بالكرتين الملتهبتين .
صرخ ( خوخة ) - آي ، آي . أعيدوا لي دعابلي ؟
اختلط الامر على جيشه فأصطدموا ببعظهم البعض الاخر وهاجوا وماجوا لكنهم لم يهتدوا الى مكانهما .
.قال قرندح - سينفجران بأية لحظة ؟
قالت وصال - نعم ( ثحيح ) سينفجران .
أجاب قرندح - عندي خطة .
نظر الى ساعته الشمسية ، ثم نظر الى الخصيتين وصرخ .
- تعالوا يا أولاد ، الخصيتان وقعتا هنا صدفة ؟
انتبه خوخة لمقالته ، فتحرك وهو يعرج ناحية الموقد وتبعه الجيش العظيم وتحلقوا حول النار جميعاً . بكى خوخة للحال المريع الذي وصلت له دعابله وحاول انقاذهما بشتى السبل .
انسحب قرندح ووصال من حلقة النار والوحوش ووقفا الى جانبي وهما يتضاحكان ، وقرندح بين لحظة وأخري ينظر الى ساعته الرملية ويعد . عشرة ، تسعة ، ثمانية .... صفر .
انفجرت الخصيتان .. يارب العجول والخراتيت .. انفجار هائل وعظيم ، ارتفع الدخان على شكل نبتة ( الفطر ) وأحاط بجيش ( خوخة ) ودمره بالكامل .
وقفنا مذهولين نحدق بذلك الانفجار الرهيب ، ثم حمدنا الالهة ( قيق وبيق ) وعبرنا أرض ( البوتي ) ناحية كوخ العم ( مندي ) الذي سيعلمني معادلة تحويل التراب الى ذهب !

( الليل بارد وطويل .. سأذهب لاحتطب وحينما أعود سأكمل الحكاية ) ..

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق