احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الامير ياقوت وتفاحة المجانين ٤



تقدم ذلك الجيش العظيم والمخيف ناحيتنا وهو يقعقع ويزمجر .
قالت وصال - سيأكلوننا ، سيعملون منا مچبوس ؟
قال قرندح - لن يأكلني أحد قبل أن أجندل العشرات منهم .
قلت - مم يخاف العفاريت ؟
قالت وصال - من الابرة والخيط ؟
قال قرندح - من ( السبوس ) ؟
أخرجت الناي السحري وقربته من فمي ونفخت به ، فخرج منه ( سبوس ) كثير ، خافت الوحوش والعفاريت منه ، توقفت عن زحفها وأخذت تتشاور فيما بينها .
نهض ( العيدروس ) من عرشه وصرخ بالجيش .
- جبناء ، رعاديد .. تخافون من السبوس ؟
قالوا بصوت واحد - نعم نخاف .
قال - الا تعلمون ان السبوس لا يؤثر بكم الا اذا دخل في طيازتكم ؟
- حقاً !
قالت وصال وهي تمسك حفنة من السبوس - تعالوا ايها الوحوش ، سنچبسكم بالسبوس ؟
أصيبت الوحوش والعفاريت والمردة بالرعب وفرت هاربة . ولم يبق سوى العيدروس .
تقربت منه وصال وزعقت به - سبوس ، چبوس .
اعطاها العفريت ظهره وخلع ملابسه وركع وهو يرتجف ويقول .
- كلا يا عمتي ، لا تفعليها يا عمتي .
قالت وصال - أما الچبوس أو تدخل في الجرة ؟
قال - لا أريد الجبوس ، لا أحب الچبوس ، سأدخل في الجرة .
تحول العيدروس الى خيط دخان ودخل في الجرة فأغلقتها عليه .
جلسنا في تلك القاعة لنلتقط انفاسنا ونضحك من الوحوش الجبارة التي لا تهاب من أي شيء سوى قشور التمن ، ثم واصلنا سيرنا الحثيث ، نهتدي بأنوفنا حيناً وبالخارطة أحياناً حتى وصلنا الى مكان الوحش ( محفوظ ) .
يا للعجب ! 
كان المكان عبارة عن مكتبة كبيرة من الالواح الطينية تتوزع على الجدران ، وهناك أيضاً خزانة يقف بالقرب منها كائن مجلل بالسواد يرتدي نظارة طبية ويمسك بيده لوح طيني يقلب صفحاته بعناية كبيرة .
قال دون أن يلتفت - أظن ايها السادة انكم تبحثون عن مخرج ؟
قلت - وهل هناك مخرج ؟
قال - بالطبع .
التفت ناحيتنا فأذا هو ثور عظيم الحجم عظيم القرنين يضع عباءة سوداء على كتفيه .
قال - هناك مخرج واحد يؤدي الى البستان السحري ، لكن خارطته مرسومة على جلدي ، عليكم أن تقتلوني وتسلخوا جلدي لتهتدوا الى المخرج .
قالت وصال - سبوس ، چبوس .
أجاب - ما هذا الكلام الفارغ ، هل تظنين أن الوحش محفوظ يخاف من السبوس ؟
قلت - انت محفوظ ؟
قال - نعم ، أنا محفوظ حارس المتاهة ودليلها .
أخرج قرندح أبرة وخيط وقربهما من الوحش .
ضحك محفوظ - انا لست طنطل ايها الغبي حتى تخيفني بأبرتك وخيطك ؟
قلت - ما الذي يخيفك أذن ؟
قال - أخاف من ( البطنج ) عندي حساسية شديدة منه . حين أشمه أخلع جلدي والقي نفسي في البئر . الان هيا قاتلوني ايها الابطال ؟
قلت - اعطنا فرصة لنتشاور ؟
- نعم ، نعم ، لكن لا تتأخروا كثيراً .
فتح الخزانة وأخرج منها اسلحته الرهيبة .
قالت وصال - آه لو كان لدي حفنة ( بطنج ) ؟
قال قرندح - لا فائدة منك يا امرأة ، لديك علبة مكياج وليس لديك بطنج .
قالت وصال - استخدم الناي عسى أن يخرج منه بطنج ونخلص من هذه الورطة ؟
قلت - الشجرة أخبرتنا ان لا نستخدمه الا عند الحاجة .
ضحك قرندح - يا أثول ، أعطني الناي ؟
أخذه مني عنوة ونفخ به .
خرج من الناي السحري طائر ( السمان ) وتوجه ناحية الثور محفوظ وأخذ يلتقط ( القراد ) الذي كان يملاء جسده ، تبسم محفوظ وشعر براحة كبيرة ، ثم كشر عن أسنانه وأسدل جفنيه وتمدد على الارض ورفع ذيله ليمكن الطائر من التقاط القراد المستوطن حول مؤخرته .
نام الوحش على وقع نقرات السمان .
هرعت وصال ناحيته واستنسخت الخارطة المرسومة على جلده .
تمعنت بالخارطة فعرفت اننا غير بعيدين عن مخرج يطل على البستان السحري ، فركضنا بكل ما أوتينا من قوة فسمعت وصال تقول .
- أين ذهب قرندح ، أني لا أراه ؟
توقفت عن الركض ، أين ذهب ذلك القزم الجبار ؟
انتظرناه لما يقرب الساعة ، ثم رأيناه يركض ناحيتنا حاملاً طائر السمان تحت ابطه وخلفه يجري الوحش محفوظ وينفث من أنفه الدخان .
زعقت به - ما الذي فعلته يا أبله ؟
قال - لن أترك طائري مع الوحش .
ركضنا جميعاً والوحش يرغي ويزبد خلفنا .
آه لو كان لدي حفنة من البطنج !

( الليل طويل وبارد .. سأذهب لاحتطب وحينما أعود سأكمل الحكاية )

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق