احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الامير ياقوت وتفاحة المجانين ٥


أخذنا نركض والثور ( محفوظ ) بأثرنا حتى رأينا فتحة يأتي منها ضوء الشمس ، فخرجنا منها فأذا نحن وسط البستان السحري حيث تنتشر في أرجائه أشجار التفاح ، منها الصفراء والحمراء والخضراء ، منها الصغيرة والكبيرة ، وفي وسط البستان التقينا برجل يقود جاموسة جميلة العينين والقرنين ، وكان ذلك الرجل هو الحارس والقيم على البستان . واسمه ( حمدان ) .
حينما رآنا نركض بجنون صرخ خلفنا .
- ماذا دهاكم يا أولاد ؟
توقفنا عن الركض و،نحن نتلفت ، فالثور بأثرنا وسيصل بأية لحظة ، أقتربت من الرجل عسى أن أجد عنده حفنة بطنج .
فقلت - نحن يا سيدي خائفون من الثور .
قال وهو يبتسم - تقصد ( محفوظ ) ؟
- نعم .. انه محفوظ .
خرج الثور من الفتحة ، نظر من حواليه وحينما رآنا زاد هياجه فهجم .
قال الرجل - لا يهمكم منه ، الليلة ليلة عرسه وهذه عروسه ( حفيظة ) .
رفعت ( حفيظة ) قرونها حينما رأته فركضت ناحيته وأصطدمت به صدمة شديدة ارتجت لها أشجار البستان فتساقط منها التفاح ، أحتضنا بعضهما وغرقا بالقبلات والشهقات .
قال حمدان - ما حكايتكم يا أولاد وكيف دخلتم المتاهة ؟
قالت وصال - نحن نبحث عن تفاحة المجانين .
قال قرندح - من أجل الملك البهبهان ، من أجل العم مندي ، من أجل مخلص باشا أفندي .
جلست مع الرجل وحكيت له كيف أن الملك البهبهان أرسلني بطلب كيمياء تحويل التراب الى ذهب وكيف عرفت العم مندي وكيف التقيت بالامير ياقوت الذي القى بنا في المتاهة .
فغر حمدان فاه من هول رحلتنا ورق لحالنا وقال .
- التفاحة التي تطلبونها صعب جداً الحصول عليها ، فهي تبرعم مرة واحدة كل مئة عام ، ولا تنمو وتكبر الا اذا لقحت ببيضة الديك والديك لا يبيض في أيامنا هذه .
قلت - وما العمل يا عم حمدان ؟
قال - أنا حارس البستان وراعيه ، أعرف مكان التفاحة السحرية ، هذا موسمها ستبرعم هذه الليلة فأذا حصلتم على بيضة الديك ستحصلون على تفاحة المجانين .
قالت وصال - كيف للديك أن يبيض ؟
قال قرندح - انه يبيض ، الديك يبيض .
قال حمدان - الليلة عرس محفوظ ، وستجتمع كل الحيوانات وتحتفل ستأتي ديكة كثيرة ، ربما يحالفكم الحظ ويبيض احدها .
ردت وصال - ان هذا غير ممكن الديك لا يبيض .
أجاب قرندح - يبيض .
- لا يبيض .
قال حمدان - يبيض اذا أحسنتم الاختيار .
- كيف ذلك ؟
- ستكون حفلة كبيرة وعليكم أختيار ديك شاب جميل وقوي ، ثم اسقوه الخمرة حتى يسكر ، وحينما يسكر ويتطوطح ويعوعي بغير وقته عصبوا عينيه واجلسوه على قصبة مجوفة ثم ضخوا بداخله ( ميرمية وشفلح ومر المجوس وعلكة ماي وسذاب وعيون الست ورجل الفيل وأخيراً حفنة بطنج ) .
صرخنا بصوت واحد - بطنج !
انتبه الثور محفوظ حينما سمع بالبطنج ، تمعن بنا قليلاً وتشاور مع خطيبته ( حفيظة ) ثم هجما علينا سوية .
هربنا من الهجمة المضاعفة وهرب قدامنا ( حمدان ) .
في طريق هربنا صادفنا حقلاً من الاعشاب فالتقطت قليل من الميرمية وشيء من الشفلح مزجته بعلكة الماي وخلطته بعيون الست ووقعت على البطنج ، لكنه لم يكن مطحوناً فقلت .
- شاغلهما يا قرندح لكي أطحن البطنج ؟
أشهر قرندح فأسه بوجه الثور وخطيبته فتوقفا عن ملاحقتنا واتجها ناحية قرندح .
قلت لوصال - هل لديك شيء صلب أسحق به البطنج ؟
خلعت وصال حجليها و ( الباون ) الذي تعلقه برقبتها ، فجعلت من الباون ( طبگ) ومن الحجلين مدقة وأخذت أدق وأدق حتى حصلت على المسحوق البطنجي .
التفت ابحث عن رفاقي فأذا بي أجدهم قد دخلوا بمعركة قاسية مع الثور وصاحبته ، أخذت حفنة من البطنج وتقدمت ناحية الثور .
حينما رأى الثور البطنج وشمه خارت قواه وارتبك وركع وأخذ يتوسل بي .
- أرجوك يا عمي ، انه يوم فرحي ابعد البطنج عني .
كذلك فعلت خطيبته ، قبلت يداي وقدماي من أجل أن أصفح عن محفوظ والا أصابته الحساسية والحكة ورمى بنفسه في البئر .
غفرت للثور ما تقدم منه وما تأخر وسمحت له بالذهاب ، فأنا أحتاجه بالنهاية فهو من سيجمع كل الحيوانات والديكة هذه الليلة وهو من سيساعدنا بخداع الديك وضخ الاكسير بجوفه .
عندما حل المساء وغربت الشمس ، جاءت وفود الحيوانات من كل فج عميق ، جاء ابو خميس مع لبواته وجاء الفهد مع شيتاته وجاء الفيل مع فيلاته وجاءت الصقور والنسور والقرود ، لم يبق حيوان لم يحضر الحفلة سوى الديك .
تعجبنا وتلفتنا من حولنا - أين الديك ؟
زعق محفوظ - أين الديك ( عبوسي ) ، لماذا لم يحضر حفلة زفافي عبوسي ؟
تعجبت الحيوانات وهزت رؤوسها غير مصدقة - أين عبوسي ؟
توقفت الموسيقى وكف الراقصون عن رقصهم والعاشقون عن عشقهم والبنات عن ثرثرتهن والاولاد عن صخبهم وقالوا - اين عبوسي ؟
لا يكتمل عرس دون عبوسي ، فهو المطرب والراقص ، صوته الشجي والحانه وعزفه تديم الفرح والسرور بقلوب الضيوف وتجعل من الحفلة حفلة !
فجأة ارتفعت طقات ( الصنوج ) ودخل ديك اشهب وسيم جميل رشيق يتمايل كالراقصات ويتغنج كالقيان ويتلوى كالحسناوات المهضومات ، فأشتعل الجو بالهتاف والتصفيق .
عبوسي .. عبوسي !
رقص عبوسي ورقص معه الجميع وشربوا وأكلوا .
اقتربت من عبوسي وقلت - يا أبا صياح هل لك بكأس تبلل بها ريقك وتفر بها رأسك ؟
قال - يا عم ، الخمرة تجعلني أعوعي بدلاً من الغناء ، الخمرة تصيبني بالصداع .
قالت وصال - هل تحب المشموم والمنفوخ والمنقول ؟
تبسم الديل وتخوصر وقال - بعض الاحيان .
خلطت له وصال بعض من الحشيشة وقليل من الافيون وقبضة من الدارسين وحفنة من الاسبرين ورشت عليها ملح الغيوم وحرقتها بفراء الثعالب وقدمتها له .
- اليوم يومك يا أبا الديوك !
أخذ الديك نفساً عميقاً فزاغت عيناه ودارت به الارض واخضلت وجنتاه وارتخى جناحاه ، فحملناه على وجه السرعة وأدخلنا المحلول بجوفه .
قوقأ الديك وهز ذيله ، نبش العشب وصنع له عشاً وقعد هناك .
قعدنا قبالته ننتظر ونتتظر متى يبيض .

( الليل طويل وبارد .. سأذهب لاحتطب وحينما أعود سأكمل الحكاية ) ..

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق