احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

هل تهت ثانية



كلما خرجت من البيت وعدت سالماً دون خسائر حمدت ربي ، فأنا دائم الضياع أغرق في شبر ماء ، لا أعرف الشمال من الجنوب ، لا أحفظ أسماء الشوارع ولا العناوين ولا أرقام الهواتف ، معظم الاحيان أنسى تهجي أسمي ، أقلب الراء الى واو دون مناسبة .
فأبدو ساذجاً ومسكيناً وأحتاج الى مساعدة .. ضياعي الدائم وتيهي في الشوارع أدخلني الى أماكن خطرة ومواقف خطرة ، ذهبت لاشتري احتياجاتي من السوق ، في طريق العودة تهت في مدينة سوداء ، كل شيء فيها أسود رجالها سود البشرة ونسائها سود وأطفالها سود وشوارعها سود ، كل شيء أسود في الويست سايد حتى الشرطة لا تجروء على دخولها ، تهت بها أخذت أدور بشوارعها لساعات عدة حتى أهتديت الى مخرج قادني الى الطريق السريع ، تنفست بعمق وفكرت أن التف من الجهة الاخرى حتى أعود لشقتي ، تلقفني طريق ضيق محاط بالاشجار الكثيفة ، قدت السيارة به لوقت طويل عسى أن أهتدي لمخرج فوقعت على مدينة ناسها بيض لم يروا بحياتهم ملوناً ، لاحقني شرطي بعناد ، ارتبكت كثيراً فضعت تماماً ، خيم الظلام والشرطي يلاحقني دون أن يوقفني .
صادفني مخرج يقود الى الطريق السريع ، صعدته فعاد الشرطي أدراجه ، تنفست بعمق وفكرت أن التف من الجهة الاخري حتى أصل شقتي ، استدرت على اليمين لكوني خمنت أن شقتي في تلك الجهة ، دخلت مدينة ناسها سمر الوجوه يقفون في الشوارع باستهتار ويقطعون الطريق على السيارات المارة ، لسوء حظي توقفت مجموعة منهم وسط الشارع يتحدثون ، خففت سرعتي وتوقفت تماماً حتى ينهوا حديثهم ، انتظرت طويلاً وطويلاً ، يبدو أن حديثهم شيق جداً ، كانوا ينظرون ناحيتي بين فترة وأخرى ويتضاحكون ، لم أحرك ساكناً بقيت أنتظر تزحزحهم ، أردت أن أدخن ، ملت الى الجانب الايمن بكل جذعي لاخرج سجائري من الصندوق ، فتحركوا بسرعة وأفرغوا لي الطريق بحذر ، ظنوا أني سأخرج سلاحاً ، مررت من جانبهم فهزوا رؤوسهم وايديهم تحت قماصلهم ، قدت السيارة بأقصى سرعة وانا أفكر ماذا لو أن أحدهم أطلق علي النار من الخلف ، رأيت أضواء ( الداون تاون ) فتبسمت واتسعت أساريري ، فأنا علي دراية تامة بتلك المنطقة ، منها أستطيع التوجه الى شقتي ، وجدت المكان مزدحماً بالشرطة والناس وكل الشوارع مغلقة الا شارع واحد يقود للطريق السريع ، صعدت الطريق مجبراً وكنت أشعر بالاجهاد والجوع والخوف ، مشيت لمسافة وفكرت أن آخذ الجانب الايسر من شارع فرعي سيقودني الى شقتي ، كان الوقت متأخراً يقارب الثانية عشر ليلاً ، نظرت الى عداد البنزين ، انه على وشك النفاد ، وعرفت أن الشارع لن يقودني الى شقتي فأنا تهت تماماً ودخت ولا أعرف أين اتجه ، رأيت بناية مضاءة فتوقفت بالقرب منها ، أطفأت محرك السيارة لاقتصد بما تبقى لدي من البنزين وعسى أن يخرج أحد من تلك البناية فأسأله .
بعد انتظار طويل وترقب .
خرجت سيدة ترمي الازبال ، كأني أعرفها أو رأيتها ذات يوم ، ارتحت وتنفست بعمق ، حييتها عن بعد فابتسمت بوجهي كأنها تعرفني .
قلت - اني أبحث عن جنوب شارع بليموث رقم ٢٧٥ ؟
ردت - يا للطيز الذكي .
دخلت وهي تبتسم وتركت لي الباب مفتوحاً ، لم يكن لدي خيار سوى ملاحقتها عسى أن تسمح لي بالبقاء في شقتها حتى أهدأ واسترد أنفاسي .
اسرعت خطاي ودخلت خلفها الى العمارة ، اتجهت الى أحدى الشقق ودخلتها وتركت لي الباب مفتوحاً ، دخلت خلفها .
قالت - لماذا تأخرت هكذا ؟
نظرت من حولي ، انها شقتي وهذه ( مارثا ) !

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق